عصف ذهنى
بعيداً عن المشوار المهنى الذى جمعنا معًا، أقول فى نهار رمضان من خلال لقائه بصحفيى الوفد أمس الأول، إن اللقاء كان مثمراً وودوداً إلى حد كبير، حيث فتح سلامة قلبه لمحررى الوفد وبادلوه بجرأة السؤال، فجاء الحوار صريحاً إيجابياً فى كل مناحيه..
وسلامة لمن لا يعرفه عن قرب يتسم بأخلاقيات ابن البلد، وشهامة (صاحب صاحبه) حتى كان من القلائل الذين تمسكوا بالعيشة فى قريته (كوم اشفين) بالقليوبية، بعيداً عن أضواء القاهرة التى أغوت البعض فصار واحداً من الناس، رغم ما يحيط به من بريق.
أما سلامة النقابى فقد زخرت دورته السابقة، بالعديد من الإنجازات التى بعضها ما زال ماثلاً أمام العيون، ومن أهمها مركز تدريب للصحفيين، وسداد ثمن أرض المستشفى، قبل انتهاء دورته النقابية بشهر واحد، وللأسف ما زالت شاغرة حتى الآن لم نرَ فيها طوبة واحدة، لذلك جاء حديثه عن برنامجه فى الدورة القادمة، حديثاً واقعياً يتسم بأفكار قابلة للتحقيق لا للتحليق بخيال السامعين.
عندما أكد فى قوله للزملاء، عن عودة مزايا (كارنيه الصحفى) فى الاتصالات والمواصلات والسفر والعلاج والأندية الرياضية، وكافة المرافق الخدمية، فى إطار من الاحترام، وكذلك الانتصار لحرية الصحفى فى الحصول على المعلومة من مصدرها الأساسى دون وسيط، حتى تعود للمهنة قيمتها وللصحفى هيبته، فإن ذلك لا يقوى عليه سوى نقيب متمرس قادر على الحوار مع الدولة، وبينه وبينها، جسور ممدودة وليست أبوابًا مغلقة تقود إلى الصدام.
وعندما يتحدث أيضًا على ضرورة الارتقاء بالمستوى المادى للصحفى، مؤكداً حصوله على أعلى قيمة (بدل) لم تشهده النقابة من قبل، ورغم ذلك يعتبره من أبسط حقوق الصحفيين، لأنهم يستحقون المزيد، ساعيًا لزيادة موارد النقابة بنسبة من إعلانات السوشيال ميديا التى تقوم على جهد الصحفيين وأخبارهم.
ويكشف فى حديثه عن النقطة الأهم، بضرورة ترشيد القيد بالنقابة، خاصة من أعضاء جمعيات الإعلام المنتشرة فى المحافظات، وذلك بإلزام وزارة التضامن بالحصول على موافقة النقابة فبل الترخيص لأعضائها بمزاولة المهنة، وما يترتب على ذلك من إساءة لأبناء صاحبة الجلالة.
أما أصحاب المعاشات فلم يغفلهم البرنامج، موضحًا حصولهم على البدل كاملًا كصحفيين مشتغلين على أن يكون معاش النقابة لورثتهم.. وتتعدد المزايا فى برنامج النقيب القادم، من عمالة مؤقتة، ورفع نسبة العلاج، وحل مشاكل التأمينات، و.. و.. وغير ذلك الكثير الذى لا يتسع المجال لحصره، لذلك عسى أن يكون ما ذكر فى السطور السابقة إجابة واضحة للسؤال المطروح أعلاه، لماذا.. عبدالمحسن سلامة نقيبًا للصحفيين؟