رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

•‭ ‬لِمَ‭ ‬أُوثِرَ‭ ‬التَّعبيرُ‭ ‬ب﴿‭ ‬ﯹ﴾‭ ‬دُونَ‭ ‬البشر‭ ‬أو‭ ‬الأنام‭?‬‭ ‬
•‭ ‬النَّاسُ‭: ‬إمّا‭ ‬أنْ‭ ‬تكونَ‭ ‬مُشتقَّةً‭ ‬من‭ (‬النَّوْس‭): ‬تَذَبْذُب‭ ‬الشَّيءِ‭, ‬مِن‭ ‬ناسَ‭ ‬يَنوسُ‭ ‬إذا‭ ‬تَدَلَّى‭ ‬وتَحَرَّك‭, ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬من‭ (‬الأُنْسِ‭), ‬وهو‭ ‬يُعبِّر‭ ‬عن‭ ‬ظُهُورِ‭ ‬الشَّيءِ‭, ‬وهو‭ ‬ضِدُّ‭ ‬التَّوَحُّشِ‭; ‬ولذا‭ ‬سُمِّيَ‭ (‬الجِنُّ‭) ‬بهذا‭ ‬الاسْمِ‭, ‬لخَفائِه‭ ‬واسْتِتارِه‭. ‬
•‭ ‬وإذا‭ ‬اسْتَعْرَضْنَا‭ ‬السِّياقَ‭ ‬القُرْآنِيَّ‭ ‬وَجَدْنَا‭ ‬أنَّ‭ ‬الإِنسَ‭ ‬تأتى‭ ‬فى‭ ‬الأَغْلَبِ‭ ‬مُرتَبِطَةً‭ ‬بالجِنِّ‭ ‬﴿ﯙ‭ ‬ﯚ‭ ‬ﯛ﴾‭, ‬ومَواضِع‭ ‬أخرى‭ ‬كثيرة‭, ‬وكأنَّ‭ ‬بَيْنَ‭ ‬اللَّفظَيْنِ‭ ‬تَلازُمًا‭ ‬ذِكْرِيًّا‭, ‬ولَمْ‭ ‬تأتِ‭ ‬مُرتَبِطَةً‭ ‬بالنّاسِ‭ ‬إلّا‭ ‬فى‭ ‬قوله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭: (‬‭ ‬لَأَمْلَأَنَّ‭ ‬جَهَنَّمَ‭ ‬مِنَ‭ ‬الْجِنَّةِ‭ ‬وَالنَّاسِ‭ ‬أَجْمَعِينَ‭ ‬ﭮ﴾‭ [‬هود‭], ‬ومع‭ ‬لَفْظِ‭ (‬الجِنَّةِ‭) ‬وليس‭ (‬الجِنّ‭); ‬وذلك‭ ‬ليَشْمَلَ‭ ‬الإنْسَ‭ ‬والجِنَّ‭ ‬معًا‭; ‬وكذلك‭ ‬فإنَّ‭ ‬الجِنَّةَ‭ ‬فى‭ ‬الأَصْلِ‭, ‬لا‭ ‬تَدُلُّ‭ ‬على‭ ‬معانى‭ ‬الاسْتِتارِ‭ ‬والتَّخَفِّي‭; ‬لِذا‭ ‬فإنَّه‭ ‬اخْتارَ‭ ‬لَفْظَ‭ (‬النّاسِ‭) ‬لعُمومِه‭; ‬ولكَوْنِه‭ ‬لا‭ ‬يَقْتَضِى‭ ‬تَلازُمًا‭ ‬مع‭ ‬ألفاظٍ‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭: (‬الجِنّ‭) ‬مَثَلًا‭. ‬
•‭ ‬وأمّا‭ ‬البَشَرُ‭: ‬فهو‭ ‬لَفْظٌ‭ ‬مَأخُوذٌ‭ ‬من‭ ‬البَشَرَة‭, ‬وهو‭ ‬ظاهِرُ‭ ‬جِلْدِ‭ ‬الإنسانِ‭, ‬وسُمِّيَ‭ ‬الإنسانُ‭ ‬بَشَرًا‭ ‬اعْتِبارًا‭ ‬بظُهورِ‭ ‬جِلْدِه‭ ‬من‭ ‬الشَّعْرِ‭ ‬بخِلافِ‭ ‬الحَيَواناتِ‭, ‬إذْ‭ ‬يكون‭ ‬عليها‭ ‬صُوفٌ‭, ‬أو‭ ‬شَعْرٌ‭, ‬أو‭ ‬وَبَرٌ‭, ‬والبَشَرُ‭ ‬لَفْظٌ‭ ‬يَقْتَضِى‭ ‬حُسْنَ‭ ‬الهَيْئَةِ‭, ‬لاشْتِقاقِه‭ ‬من‭ ‬البِشارَة‭; ‬ولكَوْنِ‭ ‬الإنسانِ‭ ‬أَفْضَلَ‭ ‬مِن‭ ‬الحَيَوانِ‭ ‬سُمِّيَ‭ ‬بَشَرًا‭. - ‬ويُطْلَق‭ ‬لَفْظُ‭ ‬البَشَرِ‭ ‬على‭ ‬الواحِدِ‭ ‬والجَمْعِ‭, ‬قال‭ ‬عز‭ ‬وجل‭: ‬﴿ﮁ‭ ‬ﮂ‭ ‬ﮃ‭ ‬ﮄ﴾‭ [‬المؤمنون‭: ‬47‭];‬‭ ‬وإذا‭ ‬قُصِدَ‭ ‬من‭ ‬الإنسانِ‭ ‬جُثَّتُه‭ ‬وظاهِرُ‭ ‬بَشَرَتِه‭, ‬عُبِّرَ‭ ‬بلَفْظِ‭ ‬البَشَرِ‭ ‬نَحْو‭: ‬﴿ﯬ‭ ‬ﯭ‭ ‬ﯮ‭ ‬ﯯ‭ ‬ﯰ‭ ‬ﯱ﴾‭ [‬الفرقان‭: ‬54‭], ‬﴿ﯟ‭ ‬ﯠ‭ ‬ﯡ‭ ‬ﯢ‭ ‬ﯣ‭ ‬ﯤ‭ ‬ﯥ﴾‭ [‬الحجر‭: ‬28‭], ‬واسْتَعْمَلَهُ‭ ‬المُعانِدونَ‭ ‬للأنبياءِ‭ ‬والمُكَذِّبونَ‭ ‬لَهُم‭; ‬فقَالُوا‭: ‬﴿ﮡ‭ ‬ﮢ‭ ‬ﮣ﴾‭ [‬التغابن‭: ‬6‭], ‬وقوله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭: ‬﴿ﭬ‭ ‬ﭭ‭ ‬ﭮ‭ ‬ﭯ‭ ‬ﭰ﴾‭ [‬الأنبياء‭: ‬3‭]; ‬تَنْبِيهًا‭ ‬على‭ ‬أنَّ‭ ‬النّاسَ‭ ‬يَتَساوُونَ‭ ‬فى‭ ‬البَشَرِيَّة‭. ‬
•‭ ‬والأَنَامُ‭: ‬لَفْظٌ‭ ‬يَقْتَضِى‭ ‬تَعظِيمَ‭ ‬شَأْنِ‭ ‬المُسَمَّى‭;‬‭ ‬ذلك‭ ‬أنَّكَ‭ ‬تَقُول‭: ‬جاءَنِى‭ ‬النَّاسُ‭, ‬وأَنْتَ‭ ‬تَقْصِد‭ ‬وَاحِدًا‭, ‬ولا‭ ‬تَقُول‭: ‬جاءَنِى‭ ‬الأَنَامُ‭. ‬
وقد‭ ‬أُوثِرَ‭ ‬التَّعبيرُ‭ ‬بلَفْظِ‭ (‬النَّاسِ‭) ‬المُقتَضِى‭ ‬للكَمَالِ‭ ‬فى‭ ‬الإنْسانِيَّة‭, ‬والعَمَل‭ ‬بمُقتَضَى‭ ‬العَقْلِ‭; ‬تَهَكُّمًا‭ ‬مِن‭ ‬حالِهِم‭; ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يُسْلِمهم‭ ‬عَقْلُهم‭, ‬وكَمالُ‭ ‬إنْسانِيَّتِهِم‭ ‬إلّا‭ ‬إلى‭ ‬تَخْوِيفِ‭ ‬المُسْلِمِينَ‭ ‬من‭ ‬النَّصْرِ‭ ‬أو‭ ‬الشَّهادَةِ‭, ‬والفرارِ‭ ‬من‭ ‬لِقائِهِم‭ ‬بمِثْلِ‭ ‬هذه‭ ‬الحِيلَة‭. ‬
وسبحان‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬كلامه

[email protected]