رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

دوحة المقاصد

الصـــــلاة

بوابة الوفد الإلكترونية

 

الصلاة أعظم العبادات التي يُتقرب بها لرب العالمين، فهي باب الولوج الأعظم على الله سبحانه وتعالى، بها يكمل الإسلام، ويحسن الإيمان، ويُهذب الوجدان، وينفتح للعبد بها مع الله أنس وأسرار، وهي عماد الدين ومفتاح السعادة في العالمين وواحة الراحة للمكروبين وباب الالتجاء للمحرومين، ومن دلالات حلاوة الإيمان، يقول الحسن البصري: «تفقدوا الحلاوة في ثلاث: في الصلاة، وفي القرآن، وفي الذكر، فإن وجدتموها فامضوا وأبشروا، وإن لم تجدوها فاعلموا أن الباب مغلق».
لذلك فإن للصلاة مقاصد عديدة منها:
1- مقصد التعبد مصداقًا لقوله تعالى: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون» [الذاريات:56]، وأعظم تجليات العبودية تكون في الصلاة حيث الانقياد التام والخشوع والخضوع بالركوع والسجود والقيام، والانقطاع عن الخلق بتكبيرة الإحرام والتسبيح للعظيم، والانكسار للأعلى .
2- مقصد الذكر بتسبيحه وحمده والثناء عليه، بل وبالقرآن والدعاء، يقول تعالى: ﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي﴾ [طه:14]. ويقول: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب﴾ [الرعد: 28].
3- مقصد الالتجاء، فالصلاة ملاذ للضعيف المنكسر، وأمان للخائف المطرب، وباب سعادة للمحزون، وراحة للمكروب المهموم، لذلك كان حذيفةُ رَضِي اللهُ عنه: يقول «كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم إذا حزَبَه أمرٌ صلَّى» [أبو داود]، وكان رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: «يا بلالُ، أَقِمِ الصَّلاةَ، أَرِحْنا بها» [أبو داود]. كما أن تشريع صلاة الكسوف والخسوف تحقيق لهذا المقصد حيث يتوسل العبد للربه أن يقيه المكروه ويدفع عنه كل ضرر ويظهر خضوعه وتذللـه، ويعلن يقينه بأن الله هو الفعال المريد.
4- مقصد النقاء والطهارة، فالصلاة طهارة للإنسان ماديا، فشرط صحتها الطهارة للبدن والمكان والثياب، ونفسيا ورحيا، لتزكيتها النفوس وتنقيتها الصدور من الأمراض والأدران، وهي طهارة من منكر الأقوال وفحش الأفعال، يقول تعالى: « وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ» [العنكبوت:45].
5- مقصد التعارف، حيث تصنع الصلاة بأشكالها دوائر من التعارف بين المسلمين، فالصلوات الخمس تُقوى صلات التراحم والتعارف بين أرباب المكان القريب، وتتسع الدائرة مع صلاة الجمعة في المسجد الجامع لتشمل أبناء الحي، ثم تتسع الدائرة لشمل البلدان في صلاة العيدين.
6- مقصد الاصطفاف والوحدة: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقيموا الصُّفوفَ وحاذُوا بينَ المناكبِ وسُدُّوا الخللَ ولينوا بأيدي إخوانِكم، ولا تذَروا فرُجاتٍ للشَّيطانِ، ومَن وصَلَ صفًّا وصَلَه اللَّهُ، ومن قطعَ صفًّا قطعَه اللَّهُ» [أبو داود]. ففي هذا من دلائل الوحدة والاصطفاء والاتحاد ما نحتاجه في زماننا، وعليه: فإذا كان الأذان إعلانا لكلمة التوحيد فإن الصلاة باب عظيم لوحدة الكلمة.
وفي الحقيقة: إن ما سبق ذكـرُه هي مقاصد كلية للصلاة؛ لكن لكل ركن من أركانها مقاصد خاصة بل ومقاصد جزئية تصنع صورة عظيمة لحكمة تشريع الصلاة، ولعلنا نشاهد مئات الأبحاث العلمية التي تثبت ما في هذه الأركان وما تشتمله من حركات وأفعال من إعجاز طبي وأثر نفسي وصحي.