لازم أتكلم
ما من اختراع او ابتكار من صنع البشر إلا وله آثار سلبية خطيرة على المجتمع ، فرغم نجاح الشركات الكبرى فى تسخير الشبكة العنكبوتية والذكاء الاصطناعى (AGI) وما يعرف بإنترنت الأشياء (IOT) لخدمة البشرية فى شتى المجالات العسكرية والاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية ، إلا إنه فى المقابل نجد فئة أخرى تسعى دائما لاستغلال كل تقدم تكنولوجى لتحقيق أهدافها الشيطانية والتربح ماديا بأسرع وقت ومن أقصر طريق، وهذه الفئة منتشرة فى كل العالم وليس فى مصر فقط.
والذكاء الاصطناعى هو نوع من فروع لغة الكمبيوتر المتطورة جدا فى استخدام الخوارزميات والبرامج المتخصصة فى تحليل البيانات والاستفادة منها فى التنبؤات وتخليق برامج آلية تستخدم فى شتى مجالات المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة، ولا يقتصر فقط على الربوتات وغيرها من أنشطة تحاكى الذكاء البشرى فى التفكير والتعلم والخيال العلمى كما يعتقد كثيرون.
وأول ظهور لهذا النوع من الذكاء كان عام 1956، عندما طرح كل من جون مكارثى ومارفن مينسكى وكلود شانون فكرة تصميم آلة يمكنها القيام بكل عمليات العقل البشرى، واتخاذ القرارات بناء على ما يتم تغذيتها من بيانات ومعلومات، وسرعان ما تطورت هذه الآلة ووصلت إلى تطبيقات خطيرة تستخدم بشكل سيئ من قبل عصابات اتجار بالبشر تشوه الفوائد الجمة لابتكار، سيغير شكل العالم خلال السنوات المقبلة، عندما يصبح 90% مما حولنا تتم إدارته وتشغيله بذكاء يهدد عرش شركات الاستخدام التقليدى للنت والأخرى المسئولة عن حمايتها، والتأكد من موثوقية ما تحمله من معلومات.
ومن أخطر عمليات عصابات الذكاء الآلى التى تعرض لها المجتمع المصرى مؤخرا، ما يمكن أن نطلق عليه «الدعارة الاصطناعية» التى تعتمد على اسلوب قص ولصق وتركيب الصور لفتيات سقطن بالبراءة والطيبة والبحث عن لقمة عيش فى يد محترفين يصطادون الجميلات بقليل من الإغراءات المادية، ثم تكتشف الفتاة المخدوعة أنها أصبحت فجأة بطلة لأفلام إباحية، ومقاطع فيديو تمارس فيها الرذيلة بحركات ومشاهد خليعة، لم ترتكبها فى الحقيقة، ولكن تم تركيبها بالذكاء الاصطناعى، وبيعها بآلاف الدولارات لتطبيقات ومنصات وهمية وأخرى متخصصة فى ترويج مواد تهدف إلى التربح الجنسى من عالم افتراضى، ليس له نهاية سوى الفضيحة والوجع وانتحار الضحية أحيانا.
ولأن المصرى رجال كان أو امرأة، بسيط بطبعه، حسن النية، يثق سريعا بأى شخص أو شركة تلامس احتياجه للوظيفة، فإنه كثيرا ما «ينضحك عليه»، بكل ما يحلو لشياطين الذكاء الاصطناعى و«أبالسة» الانترنت فعله من عمليات نصب واحتيال.
ولذا؛ وبما إننا جزء من هذا العالم ، ينبغى على الدولة أن تتحرك فورا لحماية المجتمع من الآثار السلبية للذكاء الاصطناعى وإعداد جيل مختلف يتم تسليحه بكل مقومات التحديات المستقبلية للاستخدام غير الأخلاقى وكل عمليات الاحتيال والاختراق التى زادت بنسبة 140% خلال العامين الماضيين، ولم يعد صعبا أن تصل هذه الاختراقات الاصطناعية إلى البنوك والأجهزة الأمنية والدخول إلى البريد الإليكترونى وكشف كلمة السر وتخليق صورة تشبه الشخص وهو بشكل طبيعى ويعطى الأوامر للآخرين؟!
ولأنه لا يوجد حتى الآن ما يطمئننا للحد من سيطرة الذكاء الاصطناعي على الإنترنت أوعلى الأقل تحجيم تأثيره، يجب أيضا سرعة تكثيف حملات التوعية ضد الحسابات والمنصات التى تستدرج المصريات خلف ستار توفير فرصة عمل كمروجة برامج او مدربة أو بلوجرز، ومن ثم استخدام صورها والمحادثات الهاتفية فى إنتاج مادة فيلمية إباحية بتقنية تبديل الوجه والصوت، وتحدث الكارثة وما لا يحمد عقباه من ابتزاز.. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.