لابيد ينتقد حكومة نتنياهو: لا يريد دفع "ثمن سياسي" لاستعادة الأسرى من غزة

انتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، الأربعاء، حكومة بنيامين نتنياهو، متهماً إياها بعدم بذل الجهود الكافية لإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة "حماس" في قطاع غزة، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يرغب في دفع "ثمن سياسي" لإنهاء الحرب في القطاع.
وقال لابيد، في مقابلة مع الإذاعة المحلية (103 إف إم): "الحكومة الإسرائيلية لا تريد أن تفعل شيئاً كما أنها لا تعمل بكل قوتها أو قدراتها" لاستعادة الأسرى المحتجزين بغزة.
وأشار إلى أسباب تقاعس الحكومة في ذلك، قائلاً: "هناك ثمن سياسي لإنهاء الحرب وبنيامين نتنياهو لا يريد أن يدفعه"، على حد تعبيره.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.
واستكمل لابيد انتقاداته قائلاً: "الحكومة الإسرائيلية لا تعمل بكل قدرتها ولا ترفع كل حجر من أجل إعادة المحتجزين".
وبنهاية 1 مارس 2025، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل، الذي بدأ في 19 يناير الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ يسعى لإطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين دون الوفاء بالتزامات هذه المرحلة، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب الكامل من غزة.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيراً إسرائيلياً في قطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في السجون الإسرائيلية أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، الذي أودى بحياة العديد منهم، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وتتمسك حركة "حماس" ببدء المرحلة الثانية من الاتفاق، معتبرةً أن قرار إسرائيل وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ 8 مارس الجاري يمثل "ابتزازاً رخيصاً وجريمة حرب وانقلاباً سافراً على الاتفاق".
ومن جانب آخر، ندد لابيد بتهرب اليهود المتدينين "الحريديم" من الخدمة العسكرية، قائلاً إن الحكومة تمنحهم "إعفاءً على حساب أبنائنا، فلا يوجد ما يبرر التهرب".
وتثير مسألة تجنيد المتدينين اليهود جدلاً واسعاً في إسرائيل، حيث تؤيده الأحزاب السياسية غير الدينية، بينما تعارضه الأحزاب الدينية، وهي شريكة في الحكومة، معتبرةً أن "مهمة المتدينين دراسة التوراة".
وفي يونيو الماضي، ألزمت المحكمة العليا الإسرائيلية الحكومة بتجنيد الجميع، بمن فيهم المتدينون، لكن الأخيرة تحاول تمرير قانون يسمح باستثناءات في تجنيدهم، مما يثير سخطاً في أوساط الأحزاب المعارضة التي تطلق على القانون اسم "قانون التهرب".
ويشكل الحريديم نحو 13% من سكان إسرائيل، البالغ عددهم نحو 10 ملايين نسمة، ويرفض هؤلاء الخدمة في الجيش بحجة تكريس حياتهم لدراسة التوراة، معتبرين أن الاندماج في العالم العلماني يهدد هويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم.
سوريا تدين الاعتداء على مواطنيها في العراق والسوداني يوجه بملاحقة الجناة
أدانت سوريا، الأربعاء، الاعتداء على مواطنيها المقيمين في العراق، داعيةً حكومة بغداد إلى ضمان أمنهم وسلامتهم ومحاسبة مرتكبي الاعتداءات بحقهم، فيما وجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بملاحقة المتورطين في هذه الحوادث.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين السورية، في بيان نشرته عبر صفحتها على منصة "إكس"، إنها تدين "ما يتعرض له السوريون في العراق، إذ أن هذه الأفعال تشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان والقانون الدولي".
وطالبت الحكومة العراقية بـ"محاسبة مرتكبي هذه الجرائم وضمان أمن وسلامة السوريين المقيمين" على أراضيها. كما أكدت أنها ستعمل عن كثب مع الحكومة العراقية لمعالجة هذه الانتهاكات واتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لمنع أي تجاوزات إضافية.
في المقابل، قال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، صباح النعمان، في بيان نشره مكتب رئيس الوزراء العراقي، إن ناشطين تداولوا على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر "أعمال عنف مشينة بحق عدد من السوريين العاملين في العراق".
وأضاف أن "مجموعة ملثمة تُنسب إلى فصيل يُطلق على نفسه اسم (تشكيلات يا علي الشعبية)" هي من ارتكبت تلك الأعمال".
وأوضح أن القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وجه على الفور بـ"تشكيل فريق أمني مختص لملاحقة من يرتكب هذه الأفعال غير القانونية، التي لا تمتّ لأخلاق العراقيين بصلة"، وفق ما جاء في البيان.
وعدّ النعمان تلك الأفعال "اعتداءات مُدانة بحكم القانون، وتخالف جميع القيم الإنسانية والأخلاقية، كما تمثل انتهاكًا لكرامة الإنسان وحقوقه".
وأكد على تطبيق القانون كاملًا على "كل من يثبت تورطه في ارتكاب هذه الاعتداءات، دون أي تساهل أو تمييز".
وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة ضرب وإهانة ملثمين من جماعة تطلق على نفسها اسم "تشكيلات يا علي الشعبية" لسوريين في أماكن عملهم في العراق.
وخلال السنوات الماضية، شهدت سوريا موجات هجرة إلى دول مجاورة، منها العراق، هربًا من أتون الحرب ومجازر نظام بشار الأسد المخلوع.