دراسة تكشف دور ثعالب البحر في مواجهة التغيرات المناخية

لاتعد ثعالب البحر، تلك الثدييات البحرية ذات الفراء الفاخر، من الكائنات الجذابة فقط، بل تؤدي أيضًا دورًا بيئيًا بالغ الأهمية في الحفاظ على غابات الأعشاب البحرية العملاقة.
وتُعد هذه الغابات محورية في النظام البيئي البحري، حيث تقدم الغذاء والمأوى للعديد من الأنواع البحرية.
ومع تزايد التهديدات البيئية مثل العواصف، التلوث، وارتفاع درجات حرارة المياه، تساهم ثعالب البحر في استعادة هذه الغابات من خلال السيطرة على أعداد قنافذ البحر، التي تعتبر من أكبر أعداء الأعشاب البحرية.
من خلال دراسة حالة غابات الأعشاب البحرية في جنوب كاليفورنيا وكولومبيا البريطانية، توصل العلماء إلى أن السرعة التي تنمو بها هذه الغابات تختلف باختلاف الموقع، إلا أن السبب لم يكن واضحًا في البداية لكن بحثًا حديثًا كشف عن أن تأثير ثعالب البحر على هذه الغابات يتوقف على التفاعلات بين الأنواع المختلفة في البيئة المحيطية.
وفقًا للباحث ريان لانجيندورف من جامعة كولورادو في بولدر، كانت الفكرة السائدة سابقًا هي أن الأنواع الرئيسية مثل ثعالب البحر تؤثر على النظام البيئي بطريقة ثابتة، بغض النظر عن مكان تواجدها.
وأظهرت الأبحاث الأخيرة أن تأثيرات ثعالب البحر قد تتفاوت باختلاف الأنواع الأخرى التي تتفاعل معها. في مناطق مثل كولومبيا البريطانية، حيث تكون التفاعلات بين الأنواع أقل تنافسًا، تنمو غابات الأعشاب البحرية بشكل أسرع مقارنة بمناطق كاليفورنيا، حيث تزداد المنافسة بين الأنواع، مما يبطئ نمو الأعشاب البحرية.
يستخدم العلماء الآن نموذجًا متميزًا يعرض "فيلمًا" للتفاعلات بين ثعالب البحر وقنافذ البحر والأعشاب البحرية.
ويساعد هذا النموذج في فهم التغيرات التي تطرأ على النظام البيئي، خاصة في ظل التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية. ومع ذلك، فإن ثعالب البحر تواجه تهديدات كبيرة بسبب التغيرات المناخية، التي تؤدي إلى تقليص نطاقها وتعرضها لمخاطر إضافية مثل الأمراض والطفيليات وافتراس أسماك القرش.
التهديدات البيئية التي تواجه ثعالب البحر تؤثر بشكل مباشر على استدامة غابات الأعشاب البحرية، مما يعمق الأزمات البيئية في المحيطات. في الوقت نفسه، يكشف هذا البحث عن أهمية الحفاظ على هذه الثدييات البحرية وحمايتها من أجل الحفاظ على توازن الأنظمة البيئية البحرية.