اشتعال الصراع الطائف ف سوريا.. أل? قتيل خلال ٤ أيام
«الشرع» يدعو للسلام.. والاتحاد الأوروبى يحذر.. وحزب االله ينفى تورطه
نيو يورك تايمز: السلطات السورية استخدمت قنابل روسية قديمة
تصاعدت حدة التوتر فى سوريا منذ اندلاع الاشتباكات العنيفة يوم الخميس الماضى، ما أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص خلال احداث دامية بين مسلحين وقوات الأمن الموالية للحكومة الإسلامية الجديدة، وبين عناصر من الطائفة العلوية التى ينتمى إليها بشار الأسد، وذلك فى المناطق الساحلية من البلاد.
أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان بأن حصيلة الضحايا شملت 745 مدنياً، إضافة إلى 125 من عناصر قوات الأمن السورية، و148 مقاتلاً موالياً للحكومة. كما أقرّ المسئولون بوقوع انتهاكات خلال العملية الأمنية، محملين مسئوليتها لحشود غير منظمة من المدنيين والمقاتلين، الذين تورطوا فى دعم قوات الأمن أو ارتكاب جرائم وسط فوضى الاشتباكات.
من جانبه، أكد مدير المرصد، رامى عبد الرحمن، أن عدد القتلى ارتفع إلى أكثر من 1018 شخصاً، بينهم 745 من الطائفة العلوية، من ضمنهم نساء وأطفال تم تصفيتهم بدم بارد، إضافة إلى 125 من قوات الأمن، وعناصر وزارة الدفاع، والقوات الرديفة، من بينهم 93 سورياً على الأقل.
واكدت وزارة الدفاع لوسائل إعلام رسمية اغلاق جميع الطرق المؤدية إلى الساحل للسيطرة على الموقف والمساعدة فى إعادة الهدوء، مع انتشار قوات الأمن فى شوارع المدن الساحلية. وكشفت وكالة الأنباء السورية عن انقطاع خدمات الانترنت والاتصالات نتيجه الأزمات التى تعرضت لها البنية التحتية على إثر الأحداث.
أوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية، العقيد حسن عبد الغنى، أن الوضع فى منطقة الساحل السورى أصبح تحت السيطرة الكاملة، بعد أن تم إفشال هجمات فلول النظام المخلوع وطردهم من المناطق التى دخلوا إليها.
وأضاف عبد الغنى أن قوات وزارة الدفاع «حققت تقدمًا ميدانيًا سريعًا، وأعادت السيطرة على المناطق التى شهدت اعتداءات ضد الأمن العام»، مشيرًا إلى أن القوات الحكومية نفذت «عملية تطويق محكمة أدت إلى تضييق الخناق على العناصر المتبقية من ضباط وفلول النظام المخلوع».
فيما نفى حزب الله اللبنانى ضلوعه بالوقوف خلف أحداث الساحل السورى وهجمات فلول النظام السابق على القوى الأمنية الحكومية السورية. قائلا إنها لا أساس لها من الصحة.
ودعا إلى توخى الدقة فى نقل الأخبار وعدم الانجرار وراء حملات التضليل التى تخدم أهدافًا سياسية وأجندات خارجية مشبوهة حيث تحدثت تقارير إعلامية عربية عن دور لـحزب الله وإيران وقسد فى العملية التى شنتها فلول النظام السابق فى الساحل.
وفى السياق دعا الزعيم السورى أحمد الشرع إلى السلام بعد مقتل المئات فى المناطق الساحلية قائلا «يتعين علينا الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلام الداخلى، ويمكننا أن نعيش معاً»، جاء ذلك خلال مقطع فيديو متداول وهو يتحدث فى مسجد فى حى المزة الذى نشأ فيه بدمشق «اطمئنوا على سوريا، هذا البلد لديه مقومات البقاء، وما يحدث حاليا فى سوريا هو ضمن التحديات المتوقعة».
وشهدت العاصمة الأردنية أمس استضافة دول الجوار من وزراء الخارجية، ووزراء الدفاع، ورؤساء هيئات الأركان، ومديرى أجهزة المخابرات من الأردن، وسوريا، والعراق، ولبنان، وتركيا من اجل بحث سبل التعاون فى محاربة الإرهاب، ووقف تهريب المخدرات والسلاح، ومواجهة القضايا الأمنية المشتركة، بالإضافة إلى دعم استقرار سوريا وتهيئة الظروف المناسبة لعودة اللاجئين.
وفى سياق الأحداث المؤسفة تداول أن عشرات الجثث لا تزال فى الشوارع لم يستطع أحد الوصول اليها وكذلك أهالى الضحايا لم يتمكنوا من الوصول اليها خوفا من القتل وتردد أن «جميع القتلى من المدنيين أعدموا ولم يقتلوا بسبب الاشتباكات.. بعضهم قتلوا فى الشوارع والبعض الآخر جرى اقتحام منازلهم وقتلهم أو سحبوا للشوارع وأعدموا هناك كما توجه مئات المدنيين للقاعدة الروسية فى حميميم طلبا للاحتماء، وناموا فى العراء من دون أغطية».
ونقلت الوكالة السورية للأنباء انطلاق قوات تابعة للأمن العام من محافظة إدلب إلى الساحل السورى. قائلة: انطلاق رتل لقوات الأمن العام من محافظة إدلب إلى الساحل السورى لملاحقة فلول النظام البائد، وبسط الأمن والاستقرار فى المنطقة.
ومن جهتها، كشفت مصادر مقربة من إدارة الأمن العام السورية عن رفع قوات وزارة الدفاع السورية والأمن العام الجاهزية الكاملة فى عموم المحافظات السورية.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية ان الجيش السورى أعلن التعبئة العسكرية العامة لقواته فى عدة محافظات سورية لافتة الى استعداد خلايا تابعة للنظام السورى السابق فى محافظات دمشق وريفها وحمص وحماة ودير الزور والساحل السورى لعمليات تخريبية مساندة لفلول النظام فى محافظتى طرطوس واللاذقية.
وضمن ردود الأفعال على الأحداث المؤسفة أصدر المنسق المقیم للأمم المتحدة آدم عبد المولى، والمنسق الإقلیمى للشئون الإنسانیة للأزمة السوریة رامناتن بالكرشنن، بيانا مشتركا سلط الضوء على الأحداث الأخيرة فى الساحل السوري.
أكد البيان أنه لا يزال الوضع متقلبا للغاية، مع تقارير عن أعداد كبيرة غير مؤكدة من القتلى والجرحى المدنيين من بينهم موظف فى منظمة الأونروا قتل على جسر جبلة يوم الخميس لافتين الى نزوح الآلاف ونقل عدد من المصابين إلى مستشفيات فى محافظة حمص.
وتطرقا فى البيان لتعرض البنية التحتية المدنية إلى أضرار شديدة (ستة مستشفيات وعدد من سيارات الإسعاف) بسبب القتال ما أدى إلى خروجها عن الخدمة، فى حين لا يزال طريق حمص - اللاذقية مغلقا، وشهدت محافظة اللاذقية انقطاعا واسع النطاق للكهرباء.
وأكد المنسقان أن هذه الأحداث أثرت على العمليات الإنسانية بشكل واسع، حيث جرى تعليق جميع المهام الإنسانية داخل المناطق الساحلية والمتجهة إليها، ونصح عمال الإغاثة بالبقاء فى منازلهم، كما أن استمرار حظر التجوال والقيود على الحركة يؤدى إلى استمرار عرقلة الوصول إلى الخدمات الأساسية.
وناشد البيان جميع الأطراف وقف الأعمال العدائية فورا، وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية وعمليات الإغاثة وذلك وفقا للقانون الدولى الإنسانى وقانون حقوق الإنسان.
كما شددا على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل فورى وآمن ودون عوائق إلى المحتاجين.
كما طالب الاتحاد الأوروبى فى بيان له بضرورة حماية المدنيين فى جميع الظروف مع الالتزام الكامل بالقانون الدولى الإنسانى. داعيا جميع الجهات الخارجية إلى احترام سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، محذراً من أى محاولات لزعزعة الاستقرار وتقويض الانتقال السلمى الشامل فى البلاد.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز فيديو تم تصويره على طول الساحل غرب مطار اللاذقية يظهر مقاتلين حكوميين يعيدون استخدام قنابل أعماق روسية الصنع مضادة للغواصات من خلال إسقاطها كقنابل من مؤخرة طائرة هليكوبتر. ونقلت وسائل الإعلام الرسمية السورية أن الذخائر ألقيت فوق مناطق جبلية حيث لا تزال بقايا النظام القديم موجودة.
واضافت نيو يورك تايمز أنه لقد أثار نظام الأسد إدانة دولية لاستخدامه المتكرر للطائرات المروحية فى عمليات القصف العشوائى، وإلقاء «البراميل المتفجرة» البدائية الصنع على السكان المدنيين لسنوات. إن استخدام الذخائر المضادة للغواصات لهذا الغرض يتناسب مع نمط النظام القديم فى استخدام أى شيء يمكنه تصنيعه أو إعادة استخدامه لشن هجمات جوية عبر الطائرات المروحية.
وأشار تريفور بول، وهو فنى سابق فى الجيش الأمريكى متخصص فى التخلص من الذخائر المتفجرة، إلى أن الذخائر المستخدمة فى الهجمات التى شنتها طائرات الهليكوبتر كانت على ما يبدو قنابل روسية من طراز آر بى جي-25، والتى تُطلق عادة من السفن لاستخدامها ضد الغواصات. وأضاف أن هذه الذخائر على الأرجح جاءت من مخزونات قديمة لنظام الأسد.
وقال بول «إن هذا يختلف إلى حد كبير عن الطريقة التى صممت بها هذه القنابل، فهى لن تسبب نفس القدر من الضرر الذى تسببه البراميل المتفجرة التى يستخدمها نظام الأسد عادة».