رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

خط أحمر

رغم كل هذا الصخب الذى رافق لقاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى فى البيت الأبيض، إلا أن هناك حقيقة واحدة بين البلدين هى أن أوكرانيا لا تستطيع الاستغناء عن أمريكا. 

لا تستطيع مهما حاولت، ولذلك، فإن زيلينسكى ما كاد يغادر البيت الأبيض متوجهًا إلى قمة أوروبية مصغرة فى لندن، حتى كان قد سارع إلى القول بأنه ممتن للولايات المتحدة وللشعب الأمريكى، وأنه مستعد لتوقيع اتفاق المعادن النادرة مع الرئيس ترامب!.. وكانت المشادة الكلامية بينهما هى التى عطلت توقيع الاتفاق، مع أن زيارته إلى العاصمة الأمريكية كانت لهذا الغرض بالذات! 

ولا يمكن القول بأن الحرب الروسية الأوكرانية التى دخلت عامها الرابع فى ٢٤ فبراير الماضى كانت بين روسيا وأوكرانيا وفقط.. لا يمكن.. لأن كل متابع لمسار هذه الحرب يعرف أنها كانت بين الروس من ناحية، وبين الأوكرانيين والأوروبيين ثم الغربيين عمومًا من الناحية الثانية. ولولا أنها كانت كذلك لكان قد جرى حسمها لصالح الروس فى أيام. 

وهذا هو ما كان ترامب قد قاله صراحةً للرئيس الأوكرانى، الذى وجد نفسه فى المكتب البيضاوى بين فكى كماشة الرئيس ونائب الرئيس. 

وعندما غادر الرئيس الأوكرانى واشنطون، فإنه غادرها إلى العاصمة لندن، حيث أراد أن يلوذ بأوروبا التى كانت بدورها قد جربت أن تلوذ بالولايات المتحدة، لولا أن ترامب كان ولا يزال يخذلها فى كل مرة، وكان ولا يزال يتحدث لغةً لم تعرفها القارة العجوز طوال علاقتها الممتدة مع بلاد العم سام. فهذه هى المرة الأولى التى يشعر فيها الأوروبيون بأن مياه الأطلنطى التى كانت تصل بينهم وبين الأمريكيين لم تعد كذلك، أو بالأصح لا يريدها ترامب على ما كانت عليه طول الوقت. 

والمشكلة أن أوروبا لم تكن مستعدة لمثل هذه اللحظة، كما أنها لا تعرف ما إذا كان الرئيس الأمريكى سوف يواصل هذه السياسة على مدى سنواته الأربع فى البيت الأبيض، أم أنها مجرد بالون اختبار يريد به ما لم يكشف عنه بعد؟ 

ولأن أوروبا نامت على الوسادة الأمريكية طويلًا، ولأنها وجدتها حريرية فى كل الأوقات، فهى تبدو مرتبكة لا تعرف ماذا عليها أن تفعل؟.. والغالب أنها ستجد نفسها مضطرة إلى تقديم تنازلات فى علاقتها مع هذا الرجل المتقلب فى البيت الأبيض.