سفير القاهرة السابق بإسرائيل: مصر الدولة الوحيدة التي حاربت لأجل فلسطين

قال السفير عاطف سالم، سفير مصر السابق لدى إسرائيل، إن مصر على مدى التاريخ قدمت دعمًا كاملاً للقضية الفلسطينية سواء عن طريق إعداد المصالحات بين الفصائل الفلسطينية، أو على المستوى الدولي في المنظمات الدولية، أو على المستوى الثنائي من خلال تقديم العديد من المساعدات، وهذا الدعم مستمر بصورة كاملة وبدون أي شروط.
وأضاف "سالم"، خلال حواره مع الإعلامي الدكتور محسن عثمان، ببرنامج "معركة الوعي"، المذاع على فضائية "الشمس"، أن مصر قامت بإعداد أكثر من 20 جلسة مصالحة مع الفصائل الفلسطينية، ولكن لم تنجح المصالحة بسبب الخلافات الكبيرة بين الفصائل، مشددًا على ضرورة التوافق بين الفصائل لكي تتحدث بصوت واحد أمام دولة الاحتلال والعالم.
وأوضح أن مصر أكثر دولة دعمت القضية الفلسطينية، مضيفًا أن دور القاهرة مشهود، ولا يستطيع احد أن يُزايد على دور مصر، فالقاهرة هي الدولة الوحيدة التي دخلت في حروب من أجل القضية الفلسطينية، حيث دعمت مصر فلسطين بصورة كاملة بدون أي مصلحة.
ونوه إلى أن فكرة تهجير السكان من فلسطين فكرة قديمة لدى السرديات الإسرائيلية، حيث تسعى تل أبيب لتهجير الشعب الفسطيني لإقامة دولة إسرائيل الكاملة التي تشمل الأردن وجزأ من سوريا وتركيا وشمال السعودية وجزأ من سيناء.
وأضاف، أن دولة الاحتلال تتدعي بأن سيدنا إبراهيم تلقى وعدًا من الله عز وجل بأن أراضي دولة إسرائيل الكاملة ستكون للشعب اليهودي ولأحفادهم، موضحا أن دولة الاحتلال تُسمي الحرب الحالية بحرب الوجود، لأنها تخشى من زوال دولة الاحتلال، خاصة وأن الشعب اليهودي لديه عقدة من عدم استمرار دولته تاريخًا لأكثر من 80 عامًا، والدولة الحالية لليهودية لم يتعدى عمرها الـ77 عامًا.
وأوضح أن فكرة تهجير الشعب الفلسطيني موجودة منذ 1937 لإنشاء دولة إسرائيل الكاملة، مضيفًا أن دولة الاحتلال نجحت في تهجير عدد كبير من شعب فلسطين، حيث نجحت دولة الاحتلال في تهجير ما يقرب من 6 ملايين فلسطيني خلال الفترة الحالية.
وأكد أن وزير الخارجية الأمريكي في عام 1995 تحدث عن تهجير 120 ألف أسرة فلسطينية من غزة لمصر، ولكن الموضوع لم ينجح، وفي عام 1971 عرضت دولة الاحتلال على بريطانيا تهجير الشعب الفلسطيني إلى سيناء، ولكن حرب أكتوبر أفسدت هذا المخطط.
وأضاف، أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق طرح فكرة تبادل الأراضي من خلال أخذ جزأ من الأراضي من سيناء، وفي المقابل تحصل مصر على جزأ من صحراء النقب لتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، ودفع ما يقرب من 100 مليار دولار لمصر، ولكن هذا المخطط أيضا لم ينجح.
وأوضح أن موقف مصر قوي جدًا ضد مخطط تهجير الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن موقف مصر مدعوم بصورة كاملة من الشعب المصري، ولولا موقف مصر لنجح مخطط التهجير الذي سيؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية.
ولفت إلى أن دولة الاحتلال فكرت في تهجير الشعب الفلسطيني إلى الصومال وأندونيسيا وأوروبا، مشيرًا إلى أن مخطط تهجير الشعب الفسطيني مخطط قديم جديد لم ينته.
وأضاف، أن دولة الاحتلال تحاول الضغط على مصر لقبول مخطط التهجير من خلال الولايات المتحدة وأوروبا، وتقديم حوافز اقتصادية، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه الضغوط هو تنفيذ هذا المخطط بأي صورة.
ولفت إلى أن دولة الاحتلال قامت بـ400 عملية في سوريا خلال الـ5 سنوات السابقة، وبعد سقوط نظام بشار نفذت دولة الاحتلال أكبر عملية هجوم في تاريخ دولة الاحتلال، ودمرت 85% من القدارت العسكرية لسوريا، واحتلت جزأ جديدا من الأراضي، وأصبحت قوات الاحتلال على بعد 25 كيلو من العاصمة السورية دمشق.
وأشار إلى أن أبو محمد الجولاني أو أحمد الشرع الرئيس الجديد للنظام السوري تحدث عن أن دولة الاحتلال غير قادرة على احتلال سوريا بالكامل، ولكنها قد تحتل جزءا من سوريا، مشيرًا إلى أن "الشرع" حل الجيش السوري، وألغى التجنيد الإلزامي في الجيش السوري، وهذه مشكلة كبيرة جدًا في ظل وجود دولة الاحتلال.
وأضاف، أن موقف الولايات المتحدة من تهجير الشعب الفلسطيني لا ينفصل عن موقف دولة الاحتلال على مدى التاريخ، ولكن هذا الموقف كان يحتوي على جزءا من المناورة، من خلال الحديث عن القبول بحل الدولتين من خلال جلوس الطرف الفلسطيني والطرف المحتل.
وأوضح أن الإدارة الأمريكية الجديدة يمنية متطرفة وتتوافق في الآراء مع دولة الاحتلال حول تهجير الشعب الفلسطيني، مشددًا على ضرورة أن تتحد الفصائل لمواجهة مخطط التهجير، وعدم تمسك حماس بإدارة قطاع غزة خلال الفترة الحالية.
ولفت إلى أن دولة الاحتلال تسعى لإفشال المفاوضات الحالية من خلال طرح الكثير من العقبات، ومن ثم العودة للحرب مرة أخرى في قطاع غزة.
وأضاف، أن دولة الاحتلال عندما سيطرت على قطاع غزة قامت بإعداد 3 محاور لتقسيم قطاع غزة وفقًا لمخطط سابق لرئيس الوزراء الأسبق "شارون"، ويسمى هذا المخطط بخطة الجنرالات، حيث تسعى دولة الاحتلال لإخلاء شمال قطاع غزة بصورة كاملة من السكان، ومن ثم تدمير هذا الجزأ بصورة كاملة، والسيطرة عليه بصورة تامة.
وأوضح أن المحور الأوسط يربط ما بين غلاف غزة حتى البحر المتوسط، وتسعى دولة الاحتلال لإنشاء بعض المستوطنات في هذه المنطقة، مشيرًا إلى أن دولة الاحتلال تسعى لإصلاح الخطأ الذي قام به رئيس الوزراء الأسبق شارون من الانسحاب من قطاع غزة.