رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

باحث سياسي: الوساطة المصرية حاسمة في صفقة تبادل الأسرى رغم تعقيدات نتنياهو

تبادل الأسرى
تبادل الأسرى

 أكد الدكتور شفيق التلواني، الباحث السياسي، أن الوساطة المصرية لعبت دورًا حاسمًا في إنجاز صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، مشيرًا إلى أن الرؤية المصرية التي قُدمت في مايو من العام الماضي كانت الأساس لهذه الصفقة، ورغم تبني الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن لها، فإنه لم يستطع تنفيذها على أرض الواقع، إلا أن إصرار مصر على استكمال جهودها وضغوطها المستمرة أدى إلى تحقيق المرحلة الأولى من الصفقة، رغم التعقيدات الكبيرة التي واجهتها.

 الوساطة العربية:

 أوضح التلواني خلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية" أن الوساطة العربية، وخاصة من مصر وقطر، كان لها تأثير كبير في تسهيل هذه الصفقة، إلى جانب الدور الذي لعبته الإدارة الأمريكية في ممارسة بعض الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مبيّنًا أن نتنياهو كان رافضًا لهذه الصفقة في عهد بايدن، بينما كان أكثر تجاوبًا مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسبب العلاقة الاستراتيجية والمصالح المشتركة التي تجمع بينهما.

 وأشار التلواني إلى أن نتنياهو يحاول فرض شروط صارمة في هذه المرحلة الجديدة من المفاوضات، محاولًا إقناع الشارع الإسرائيلي بأنه يتفاوض من موقع قوة، رغم المعارضة الداخلية التي يواجهها في إسرائيل، سواء من المعارضة السياسية أو من قطاعات واسعة من الشعب الإسرائيلي الرافضة لاستمرار الحرب.

 وأضاف، أن إدارة ترامب كانت تعتمد على سياسة الحسم والقوة في التعامل مع القضايا الإقليمية، وهو ما قد يدفع نتنياهو إلى تصعيد مطالبه، خصوصًا بعد أن أفرجت الإدارة الأمريكية عن شحنات القنابل الثقيلة التي كانت مجمدة سابقًا، ورفعت العديد من القيود عن المستوطنين، مما يمنحه دعمًا إضافيًا في موقفه التفاوضي.

العودة إلى الحرب:

 شدد التلواني على أن المرحلة المقبلة ستكون شديدة التعقيد، حيث سيحاول نتنياهو التملص من تنفيذ الاتفاق والعودة إلى الحرب، لكن الأمر مرهون بمدى قدرة الوسطاء الدوليين، وعلى رأسهم مصر، على ممارسة ضغوط حقيقية على الحكومة الإسرائيلية لدفعها نحو الالتزام بالاتفاق وإنجاح هذه المرحلة الحساسة من المفاوضات.

 على صعيد متصل، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل اعتبر أن المقترح الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض سيطرة أمريكية على قطاع غزة "ليس جادًا"، محذرًا من أن مجرد طرح الفكرة قد يؤدي إلى تصاعد موجات التطرف في المنطقة.

 وأشار السفير السابق، وفقًا للتقرير، إلى أن هذا النوع من المقترحات يفتقر إلى الواقعية السياسية والدبلوماسية، مشددًا على أن أي تحرك أحادي الجانب بهذا الشكل قد يزيد من حالة عدم الاستقرار بدلاً من تحقيق أي حلول عملية.

 كما حذّر من أن تداعيات اقتراح ترامب قد تؤثر سلبًا على الجهود المبذولة لإطلاق سراح مزيد من الرهائن المحتجزين في القطاع، حيث قد يدفع هذا الطرح بعض الأطراف إلى اتخاذ مواقف أكثر تشددًا، مما يعقد فرص التوصل إلى تفاهمات إنسانية.

 ويأتي هذا التقرير في ظل الجدل المتصاعد حول تصريحات ترامب الأخيرة، التي اقترح فيها سيطرة أمريكية طويلة الأمد على غزة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وهو ما قوبل برفض دولي واسع، خاصة من الدول التي تؤكد على ضرورة الحفاظ على حقوق الفلسطينيين في أراضيهم.

 جددت الكويت موقفها الثابت والداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مؤكدة على حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، جاء ذلك في بيان رسمي أصدرته وزارة الخارجية الكويتية، حيث أكدت أن هذا الحق يمثل حجر الزاوية في أي حل عادل ودائم للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

 وأشار البيان إلى "رفض دولة الكويت القاطع لسياسات الاستيطان الإسرائيلي وضم الأراضي الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه"، وأضاف أن هذه السياسات تمثل "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وتهديدًا لأمن واستقرار المنطقة".

 في الوقت ذاته، دعت الكويت المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته في توفير الحماية للشعب الفلسطيني وحقوقه غير القابلة للتصرف"، مع ضرورة "إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة"، وهو ما يتماشى مع الموقف الكويتي الثابت في دعم حقوق الفلسطينيين.

 تأتي هذه التصريحات بعد أيام من تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أدلى بها في لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض الثلاثاء الماضي، وكان ترامب قد اقترح في تلك التصريحات فرض سيطرة أمريكية على قطاع غزة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة "ستتولى السيطرة على القطاع" متوقعًا أن تكون لها "ملكية طويلة الأمد" هناك.

 وقال ترامب في مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو: "الولايات المتحدة ستتولى مسؤولية أعمال إعادة الإعمار في غزة، وتحويلها إلى ما أسماه "ريفييرا الشرق الأوسط" التي يمكن أن يستمتع بها كل العالم"، كما وصف غزة بأنها "منطقة للهدم"، وذكر أن السكان يجب أن يغادروا إلى دول أخرى بشكل دائم.

واستطاع ترامب في تصريحاته الأخيرة إلقاء الضوء على مقترحات سابقة له بنقل الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، حيث برر ذلك بعدم وجود أماكن صالحة للسكن في القطاع نتيجة للدمار الكبير الذي خلفته الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 15 شهرًا.

 وقد أثارت هذه التصريحات استنكارًا دوليًا واسعًا، في وقت كانت الكويت قد أكدت فيه مرارًا على أهمية الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، مع التزامها التام بدعم حقوق الفلسطينيين وفقًا للقرارات الدولية.