رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

لمة العيلة وزينة الشوارع والطبق الدوّار.. عادات لا تغيب

حكايات أول يوم صيام

بوابة الوفد الإلكترونية

«رمضان أهلاً.. مرحباً رمضان» تتردد بصوت الشيخ النقشبندى عبر التلفاز، وعائلة تتجمع منتظرة فى حماس بداية قرآن المغرب، لتمتد أول سفرة لرمضان فى العام، ومع انطلاق المدفع تُروى الحناجر والقلوب، وهكذا يأتى رمضان بطقوسه المميزة التى لا تندثر مهما تطور الزمن كل عام.

فى هذا التقرير، ترصد «الوفد» أبرز العادات والتقاليد التى يحرص المصريون على ممارستها فى أول يوم من رمضان، من ليلة الرؤية وحتى الإفطار، عبر لقاءات مع أسر مصرية من مختلف المحافظات.

 

ليلة الرؤية.. فرحة وبداية الاستعدادات

فى كل بيت مصرى، تترقب العائلات إعلان دار الإفتاء عن أول أيام الصيام، ومع صدور البيان الرسمى تبدأ التهانى تنهال عبر الاتصالات الهاتفية ورسائل «واتس اب» ومواقع التواصل الاجتماعى.

تقول ظريفة السيد (٥٨ عامًا)، وهى ربة أسرة من الجيزة: «أول ما بنعرف إن بكرة رمضان، الدنيا بتتقلب فرحة، بكلم أحفادى وولادى عشان بنفطر أول يوم سوا كلنا، وبنشترى الفول والعيش الطازة للسحور، ويومها مش بنام بنفضل صاحيين للفجر، نتسحر ونصلى الفجر ونام».

 

زينة رمضان.. فرحة تضىء الشوارع

لا تكتمل أجواء رمضان دون زينة الشوارع، وهى عادة تمتد لعقود طويلة، حيث يتنافس الأهالى فى المناطق الشعبية على تزيين الحارات والمنازل بالفوانيس الورقية والأنوار الملونة.

تقول أم يوسف (٣٩ عامًا)، وهى أم لطفلين من المنصورة: «أول ما نعرف إن رمضان قرب، بنبدأ نجهز الزينة مع الجيران.. بنشترى الورق الملون ونقعد نقصقصه مع العيال، ونعلق الفانوس الكبير فى نص الشارع.. رمضان من غير الزينة مش هيبقى ليه طعم، مهما كانت الظروف والفلوس قليلة لازم نفرح ونفرّح العيال».

 

سحور أول يوم.. تجمُّع لا يُنسى

فى الليلة الأولى من رمضان، تلتف العائلات حول مائدة السحور التى تزخر بأطباق الفول والزبادى والبيض والبطاطس. ويقضى الأطفال سهرهم فى ترقب وحماس، منتظرين مرور المسحراتى، آملين أن ينادى بأسمائهم كما يفعل مع غيرهم، وغالبًا ما تنطلق مسلسلات وبرامج رمضان من الليلة الأولى قبل السحور الأول، فتجتمع الأسرة لمشاهدتها، متحمسة لاكتشاف الأعمال الجديدة، قبل أن تستقر على ما ستتابعه طوال الشهر.

يقول خالد عبدالحميد (٤٢ عامًا)، من سكان الإسكندرية: «سحور أول يوم ليه فرحة خاصة، بنبقى كلنا متجمعين، والعيال فرحانين إنهم سهرانين معانا، مش بيناموا للفجر حتى لو عندهم مدارس من الحماس.. والفول لازم يكون موجود على السفرة، هو اللى بيساعدنا على الصيام بس السنة دى رمضان جاى فى الشتاء، فمش هيبقى صعب خالص».

 

إفطار أول يوم.. «لمة العيلة» والعزومات الكبرى

مع حلول أذان المغرب، تمتد موائد الطعام فى كل بيت، ويحرص المصريون على تناول أكلات مميزة فى أول إفطار، حيث تتصدر المحاشى والبط واللحوم المائدة، ولا تغيب العصائر مثل التمر الهندى وقمر الدين، بينما تتزين الشوارع بموائد الرحمن تُطعم كل محتاج، فلا أحد يبيت جائعاً خلال شهر الكرم، ويتسابق المتطوعون فى الطرقات لإفطار المارة مع أذان المغرب.

تقول الحاجة فاطمة حسن (٦٥ عامًا)، من أسيوط: «رمضان مابيحلاش غير باللمة.. لازم أول يوم كل العيلة تتجمع، بجمّع ولادى وأحفادى حواليا، واللى زعلان بينسى زعله، والسفرة لازم يبقى فيها محشى وبط، وإلا رمضان مش رمضان».

 

الطبق الدوّار.. عادة لا تغيب عن الريف والمناطق الشعبية

فى القرى والمناطق الشعبية، تحرص الأسر على تبادل أطباق الطعام والحلويات بين الجيران، فيما يعرف بـ«الطبق الدوار»، وهو تقليد متوارث يعكس روح التكافل فى الشهر الكريم.

تقول أم محمود (٥٥ عامًا)، من إحدى قرى الدلتا: «بنبعت للجار طبق مليان أكل، وهما بيرجعوه تانى مليان أكل برضه.. دى عادة من زمان، حتى لو الظروف مش قد كدة، بيقولوا (قل من الندر وأوفى) حتى لو حاجات بسيطة مش بنقطعها، ومش بنسيب حد يفطر لوحده، رمضان كريم ولازم كلنا نفرّح بعض».

 

الحلويات الشرقية.. ركن أساسى فى رمضان

بعد الإفطار، تبدأ رحلة تناول الحلويات الشرقية، وعلى رأسها الكنافة والقطايف، التى يتم إعدادها فى المنازل أو شراؤها من المحلات التى تزدحم بالزبائن مع حلول الشهر الكريم.

يقول أحمد سعيد (٣٠ عامًا)، وهو صاحب محل حلويات فى القاهرة: «الكام يوم اللى قبل بداية رمضان بيبقى زحمة جدًا، خصوصا ليلة الرؤية، الناس كلها عاوزة تشترى كنافة وقطايف، وصوابع زينب، أى حاجة حلوة تحلى بعد الأكل، يمكن الإقبال مش زى كل سنة عشان الأسعار عليت بس بردو بيفضل زحمة».

 

صلاة التراويح.. مشهد مهيب فى المساجد

عادة ما تمتلئ المساجد بالمصلين أول رمضان خاصة اليوم الأول، فى مشهد مهيب وكأنه لم يبقَ أحد فى منزله، فبعد الانتهاء من الإفطار والتحلية، ينصرف الجميع، الرجال والنساء مع الأطفال إلى دور العبادة لصلاة التراويح، التى تشكل أحد أجمل الطقوس الروحانية، حيث يملأ صوت القرآن أرجاء المساجد.

تقول روان (15 عاما)، من سكان القاهرة: «أنا ببقى متحمسة أول يوم رمضان عشان أروح أفطر عند جدى، وبعدين أنزل التراويح فى المسجد الكبير اللى جنب البيت مع عمتى، صحيح بتبقا ركعات كتير بس مش بحس بتعب وبكون مستمتعة خصوصا الأيام الأولى».

 

مسلسلات رمضان.. سهرات العائلة أمام الشاشة

مع انتهاء يوم الصيام، تجتمع العائلات حول شاشة التلفاز لمتابعة المسلسلات التى أصبحت جزءًا من الطقوس الرمضانية، حيث تتنافس القنوات فى تقديم أعمال درامية جديدة.

يقول على محمود (٢٧ عامًا)، من القاهرة: «بعد الفطار بنشرب الشاى ونأكل الحلويات، وبنختار مسلسل نشوفه، هما بيبقوا كتير فنحاول نقلل عشان نلاقى وقت للعبادة، كمان «فيس بوك» بيحرق الأحداث، فبأجل متابعة حاجات كتير لبعد رمضان».

 

رمضان.. شهر يجمع المصريين

ورغم تغير الزمن والتطور التكنولوجى، تبقى عادات المصريين فى رمضان ثابتة، تحمل معها روح المحبة والتآخى بين الأهل والجيران، ليظل الشهر الكريم وقتًا مميزًا ينتظره الجميع بشغف كل عام.