مصر تنقذ اتفاق غزة من الانهيار

إسرائيل تخضع وتوافق على الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين
«فريدمان»: العالم فى انتظار قمة القاهرة.. ومقترح «ترامب» للتهجير «مجنون»
نجحت مصر أمس فى إنقاذ وقف إطلاق النار فى قطاع غزة وصفقة تبادل الأسرى من الانهيار عقب مباحثاتها مع حركة حماس، ومن المقرر أن يتم نقل جثامين الأسرى دون أى مراسم رسمية، حيث سيتم تسليمها إلى مصر عبر معبر كرم أبوسالم، لتجنب أى محاولات إسرائيلية لتعطيل تنفيذ الاتفاق.
وكشفت مصادر رفيعة المستوى عن استضافة القاهرة الأحد المقبل جولة مفاوضات لبحث المرحلة الثانية من اتفاق غزة أو تمديد المرحلة الأولى.
وأوضحت حماس أنه سيتم إطلاق سراح الدفعة السابعة من الأسرى الإسرائيليين بالتزامن مع تسليم المقاومة للجثامين الإسرائيليين، وما يقابلهم من النساء والأطفال وبآلية جديدة تضمن التزام الاحتلال بالتنفيذ.
وقالت فى بيان لها إنه سيتم الإعلان عن موعد عملية التبادل فى الوقت المناسب، مؤكدة أن الوسطاء فى مصر ضمنوا ذلك. وأكدت الحركة التزامها باتفاقها مع الوسطاء فى مصر، مشددة على حرصها على إتمام الاتفاق وإلزام الاحتلال به.
ونفت حماس عرض أى مقترح عليها بشأن المرحلة الثانية رغم استعدادها لها وحرصها على المضى قدما فيها لإتمام كل مراحل الاتفاق.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو التوصل إلى اتفاق مع الوسطاء بشأن تسليم جثث أربعة أسرى إسرائيليين محتجزين فى القطاع. وأوضح المتحدث باسم نتنياهو أن الاتفاق تم دون تقديم تفاصيل إضافية.
وأعلن المتحدث باسم حماس حازم قاسم أن الحركة تحاول دائما إجبار الاحتلال على الالتزام بما لديها من أوراق، كما فعلت كتائب القسام بإعلان تأجيل تسليم الدفعة السادسة من المحتجزين عندما تلكأ الاحتلال فى تنفيذ البروتوكول الإغاثى والإنسانى.
وأضاف «قاسم» أن الاجتماع الأخير للحركة فى مصر شهد توافقا مع وفد حماس على ضرورة معالجة مشكلة تأخير الاحتلال فى إطلاق الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين الذين كان من المفترض إطلاق سراحهم السبت الماضى.
كما أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين، إحدى فصائل المقاومة الفلسطينية فى غزة، أنها ستسلم جثة محتجز إسرائيلى اليوم الخميس، ضمن استعداد حماس لتسليم جثث محتجزين آخرين عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأوضح المتحدث باسم الألوية، الملقب بـأبوعطايا، أن قيادة الفصيل قررت تسليم جثة الإسرائيلى «أوهاد يهلومى أمنون يعلونى» (50 عامًا) المحتجز لديها، داعيًا الوسطاء إلى إلزام الاحتلال بتطبيق الاتفاق والالتزام بالبروتوكول الإنسانى.
وأضاف أن «التزام الفصائل الفلسطينية بتنفيذ ما تم التوصل إليه عبر الوسطاء يثبت حرصها على الوفاء بالتزاماتها، لما فيه مصلحة شعبنا وأسرانا فى سجون الاحتلال».
وكانت إسرائيل قد أخرت الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الأسبوع الماضى، متهمةً حماس بتنظيم «استعراضات عسكرية مهينة» أثناء عمليات التسليم السابقة.
وأكد الكاتب الأمريكى البارز توماس فريدمان أن العالم ينتظر القمة العربية بالقاهرة، وأوضح أن هناك أن دورا هاما للدول العربية، لحل أزمة غزة، مؤكدا أنه لا يمكنهم رفع أيديهم وترك غزة ليقرر نتنياهو مصيرها.
وأكد أن مقترح الرئيس دونالد ترامب حول تهجير أهل غزة سيموت من تلقاء نفسه، متسائلا أن الأمر غير معقول فكيف سيتم نقل 2 مليون شخص من القطاع؟ وكيف يمكن تنفيذ المقترح حتى النهاية؟.
وأوضح «فريدمان» أن الصدام بين «ترامب» و«نتنياهو» قادم، موضحا أن الشرق الأوسط أصبح مرتبطا فى الولايات المتحدة بالاستثمار فى الخليج، بالإضافة إلى المصالح الأمريكية المرتبطة بمواجهة الصين، وهو ما يتطلب خلق تحالف كبير تحتاجه واشنطن ليهدد العلاقة مع «نتنياهو».