رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

خط أحمر

لا تزال حركة حماس مصممة على الاستعراض كلما وقفت عناصرها تتبادل المحتجزين والأسرى مع الإسرائيليين فى قطاع غزة. 

حدث هذا فى أول عملية تبادل جرت بين الطرفين، وكان ذلك فى مرحلة ما بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار بينهما فى 19 يناير، وكان الظن عند الوهلة الأولى أن استعراض القوة الذى جرى وتابعه العالم سيكون من لزوميات المرة الأولى فقط، وأنه سيختفى فى عمليات التبادل اللاحقة حتى لا يستفز الآخرين دون مبرر. 

ولكن الاستعراض لم يتوقف، وإنما تمادى فيه الحمساويون فى كل مرة لاحقة، وبدا كأنه نهج تمشى عليه الحركة وكتائب عز الدين القسام التى تمثل جناحها العسكرى ولا تعتزمان العودة عنه بغير سبب مفهوم. 

ففى كل عملية جديدة من عمليات التبادل كانت عناصر الكتائب تظهر فى كامل الزى العسكرى والسلاح، وفى كامل التنظيم والترتيب، وفى كامل القدرة على ملء المكان الذى يتم فيه التبادل بأعداد كثيفة، ولا بد أن الذين تابعوا ويتابعون مثل هذا المشهد المتكرر يتساءلون فى حيرة: من أين تأتى هذه العناصر كلها؟ وأين تتواجد إذا كانت الصور المنشورة تصور القطاع وقد تحول إلى أكوام من التراب والأنقاض. 

الإجابة البديهية أنهم يتواجدون فى الأنفاق، وهذا هو الغالب طبعًا، ولكن قدرتهم على الاختفاء والتخفى لا تبرر هذا الاستعراض الذى يفتقد أى حكمة سياسية، ويضر جدًا بالقطاع، وبالناس فيه، ولا ينفعه أو ينفعهم بالتأكيد فى أى شيء. 

وفى واحدة من عمليات التبادل ظهر محتجز اسرائيلى مُفرج عنه، وهو يقبّل رأس أحد عناصر كتائب القسام، وجرى نشر الصورة فى كل مكان، وكان القصد من ورائها واضحًا، ولكن هذا القصد كان يستفز الطرف الآخر على أشد ما يكون الاستفزاز. 

وعندما جرى تبادل أربع محتجزات ظهرت كل واحدة منهن فى كامل الشياكة والأناقة، وكأنها قادمة من بيتها لا من مقر احتجاز عاشت محبوسة فيه لأكثر من سنة! 

هذه المشاهد على بعضها ليست فى صالح الحركة، ولا فى صالح كتائب القسام، ولا فى صالح القضية فى فلسطين فى العموم، لا لشيء، إلا أنها تستفز العدو وتجعله يفكر فى الذهاب إلى الحرب من جديد، ليدمر ما يتبقى إذا كان هناك شىء لم يتم تدميره بعد!