رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

واشنطن: اقتراح بطرد كندا من "العيون الخمس" وترامب يهدد بضمها كولاية أمريكية

بوابة الوفد الإلكترونية

كشفت تقارير إعلامية عن اقتراح مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض طرد كندا من شبكة مشاركة الاستخبارات "العيون الخمس" (Five Eyes)، في خطوة تعكس تصاعد التوتر بين واشنطن وأوتاوا، بالتزامن مع ضغوط يمارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدفع كندا نحو الانضمام إلى الولايات المتحدة كولاية جديدة. 

ووفقًا لما نقلته صحيفة "فايننشال تايمز"، فإن بيتر نافارو، أحد أبرز مستشاري ترامب، يدفع باتجاه استبعاد كندا من "العيون الخمس"، التي تضم أيضًا بريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا. وتشير مصادر مطلعة إلى أن نافارو يرى في هذه الخطوة وسيلة لزيادة الضغط على أوتاوا، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان ترامب قد تبنى هذا الطرح رسميًا، رغم أنه قيد المناقشة داخل إدارته. 

يأتي هذا التطور بعد تصريحات مثيرة للجدل من ترامب، أكد فيها رغبته في ضم كندا إلى الولايات المتحدة، متعهدًا بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات الكندية بمجرد انتهاء المهلة المحددة في 4 مارس المقبل. وأثار هذا التصريح قلق الأوساط السياسية في أوتاوا، حيث تم التقاط رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو، الذي سيغادر منصبه في 9 مارس، وهو يحذر عبر ميكروفون مفتوح من أن "طموح ترامب لضم كندا أمر حقيقي". 

تعتبر "العيون الخمس" واحدة من أهم تحالفات تبادل المعلومات الاستخباراتية في العالم، حيث تعتمد عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها لتنسيق العمليات الأمنية والاستخباراتية. وقد أثار الحديث عن استبعاد كندا قلقًا بين المسؤولين الأمنيين، حيث قال دينيس وايلدر، المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، إن أي اضطراب في هذه الشبكة سيكون "موضع ترحيب من أعدائنا في موسكو وبكين وطهران". 

كما حذر مسؤول استخباراتي داخل "العيون الخمس" من العواقب الخطيرة لمثل هذا القرار، مشيرًا إلى أن التهديدات الأمنية المتزايدة تتطلب تعزيز التعاون وليس تقليصه، مضيفًا: "نحن بحاجة إلى جميع الشركاء الذين يمكننا الاعتماد عليهم". 

حتى داخل فريق ترامب، هناك آراء متباينة حول هذه الخطوة، إذ أكد ستيف بانون، الاستراتيجي السابق في البيت الأبيض، أن كندا لا تملك الموارد الكافية للدفاع عن نفسها في ظل التنافس الجيوسياسي المتزايد، لكنه أشار إلى أن طردها من "العيون الخمس" قد يكون "إجراء غير مجدٍ" يضر بالمصالح الأمريكية. وأضاف: "كندا كانت دائمًا حليفًا قويًا للولايات المتحدة، وإذا نظرت إلى التاريخ العسكري، فستجد أنها كانت واحدة من أفضل شركائنا". 

يعد بيتر نافارو أحد أكثر الشخصيات نفوذًا في إدارة ترامب، حيث شغل سابقًا منصب مستشار التجارة، قبل أن يعود مؤخرًا إلى البيت الأبيض كمستشار كبير للتجارة والتصنيع. وعُرف بتشدده في قضايا التجارة والعلاقات الدولية، وهو ما جعله مقربًا من الرئيس الأمريكي. 

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، يبدو أن موقف ترامب المتشدد تجاه كندا يعكس استراتيجيته في تعزيز صورته كرئيس يتبنى سياسات "أمريكا أولًا"، لكن في المقابل، قد تؤدي هذه الخطوات إلى توترات غير مسبوقة مع الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، مما يفتح الباب أمام تداعيات سياسية واقتصادية معقدة في المرحلة المقبلة.