هل يجب تحديد سنة القضاء عند صيام الفائت؟ الإفتاء تحسم الجدل!

ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤالًا من شخص عليه قضاء يومين من رمضان، لكنه لا يتذكر في أي عام أفطرهما، فسأل عن حكم صيام القضاء دون تحديد سنة الإفطار.
أوضحت دار الإفتاء أن الصيام بنية القضاء دون تعيين السنة صحيح ومجزئ، إذ يكفي عقد نية القضاء بشكل عام دون الحاجة إلى تحديد السنة، وذلك لأن صوم القضاء كله يُعد من جنس واحد.
واستندت الإفتاء في ردها إلى قوله تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ [البقرة: 184]، مؤكدةً أنه يشترط في صيام القضاء الجزم بالنية وتبييتها قبل الفجر، سواء كان عن رمضان أو كفارة أو نذر.
أما عن اختلاف الفقهاء في هذه المسألة، فقد جاء على النحو التالي:
- الحنفية: يرون أنه لا يصح القضاء إلا مع تعيين السنة، فإذا لم يُحدد الصائم السنة، فلا يُجزئه الصوم.
- الشافعية: لا يشترطون تعيين السنة، ويعتبرون صوم القضاء كله جنسًا واحدًا، وبالتالي فإن عدم تحديد السنة لا يؤثر على صحة الصيام.
- المالكية والحنابلة: يذهبون إلى عدم وجوب تعيين السنة، ويكفي عقد نية القضاء.
وبناءً على ذلك، أكدت دار الإفتاء أن تعيين السنة ليس شرطًا لصحة صوم القضاء، ويكفي نية قضاء ما فاته من رمضان بشكل عام، ولو أخطأ في تحديد السنة، فذلك لا يؤثر على صحة الصيام.
ومع اقتراب شهر رمضان المبارك، يتساءل الكثيرون عن حكم التهنئة بحلول الشهر الفضيل، وما إذا كانت هناك عبارات محددة يمكن تبادلها بين الأهل والأصدقاء.
في هذا السياق، أكدت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي أنه يجوز شرعًا التهنئة بقدوم شهر رمضان، حيث يُعد ذلك من مظاهر الفرح والسرور المشروعة التي تعكس تعظيم الشعائر الدينية. وأوضحت أن التهاني يمكن أن تكون من خلال الألفاظ التي تدعو للخير والبركة، أو عبر تبادل الزيارات، أو إرسال الرسائل الإلكترونية والمكالمات الهاتفية، مما يسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية والدينية.
واستشهدت الإفتاء بقول الله تعالى:
﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: 58]، مشيرةً إلى أن الفرحة بمواسم الطاعات أمر محمود، خاصةً لما يحمله شهر رمضان من رحمات، ومغفرة للذنوب، وعتق من النيران.
كما استدلت بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يُبشر أصحابه بقدوم رمضان، فقال:
"قد جاءكم رمضان، شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغلُّ فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حُرم" [رواه أحمد].
وأضافت الإفتاء أن بعض الفقهاء أقروا جواز التهنئة عند دخول المناسبات الدينية، مثل التهنئة بعيد الفطر وعيد الأضحى، معتبرين أن التهنئة بقدوم رمضان تدخل تحت هذا الحكم، حيث أنها تعبير عن المحبة والدعاء بالخير.
كيف نهنئ بقدوم رمضان؟
أوضحت الإفتاء أن التهنئة يمكن أن تتم بعبارات مثل:
- "اللهم بلغنا رمضان"
- "كل عام وأنتم بخير"
- "تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال"
وأشارت إلى أن إدخال السرور على قلوب الناس بالدعاء لهم في هذا الشهر المبارك يعد من الأعمال المستحبة، مؤكدةً أنه لا حرج في استخدام الوسائل الحديثة مثل الرسائل الإلكترونية والاتصالات الهاتفية لنقل التهاني، طالما أن ذلك يتم بروح المحبة والمودة.
خلاصة الحكم الشرعي
يجوز شرعًا التهنئة بقدوم شهر رمضان بأي وسيلة تعبر عن الدعاء بالخير والبركة، سواءً بالكلمات أو الزيارات أو الرسائل، وذلك لما يحمله الشهر الكريم من روحانية ورحمة ومغفرة، وهو ما يدعو إلى الفرح والاستبشار.