رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

آيات الصيام في القرآن والأحاديث في السنة: فهم أعمق لشعيرة عظيمة

بوابة الوفد الإلكترونية

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يحرص المسلمون على التدبر في آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن الصيام، لما لهذه العبادة من أهمية روحية وتشريعية عظيمة، فقد فرضها الله على المسلمين كما فرضها على الأمم السابقة، وجعلها وسيلة للتقوى والتقرب إليه. 

 

وفي هذا التقرير الصحفي، نستعرض آيات الصيام في القرآن الكريم والأحاديث النبوية التي تناولت هذه الفريضة المباركة.

 

آيات الصيام في القرآن الكريم

جاء ذكر الصيام في مواضع مختلفة من القرآن الكريم، سواءً في سياق التشريع أو الكفارات أو النذور. ومن أبرز الآيات:

فرض الصيام على المسلمين:
يقول الله تعالى في سورة البقرة:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة: 183).
وهذه الآية توضح أن الصيام ليس عبادة جديدة، بل فريضة قديمة فرضها الله على الأمم السابقة أيضًا.

تحديد أيام الصيام وأحكام الفطر:
"أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ" (البقرة: 184).
توضح الآية أحكام الإفطار للمريض والمسافر، كما تبين أن من يستطيع الصيام دون مشقة فالأفضل له أن يصوم.

شهر رمضان ونزول القرآن:
"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ" (البقرة: 185).
تربط الآية بين رمضان وبين نزول القرآن، مؤكدةً على أن الصيام فرض على من شهد الشهر.

إباحة الأكل والشرب حتى الفجر:
"وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ" (البقرة: 187).
هذه الآية تحدد توقيت الصيام، حيث يبدأ من طلوع الفجر حتى غروب الشمس.

 

الصيام في الأحاديث النبوية

كما تناولت السنة النبوية الصيام من جوانب متعددة، وبيّنت فضله وآدابه وأحكامه:

فضل الصيام عند الله:
يقول النبي ﷺ في الحديث القدسي الذي رواه البخاري:
"كلُّ عملِ ابنِ آدمَ لهُ إلَّا الصَّومَ، فإنَّهُ لي وأنا أَجزي بِه، ولخُلوفُ فَمِ الصَّائمِ أطيبُ عندَ اللَّهِ من ريحِ المسكِ".
يوضح الحديث أن الصيام عبادة خالصة لله، وله أجر عظيم لا يعلمه إلا الله.

فرحتا الصائم:
في حديث آخر متفق عليه، يقول النبي ﷺ:
"للصَّائمِ فرحتانِ: فرحةٌ حينَ يفطِرُ، وفرحةٌ حينَ يَلقَى ربَّهُ".
تعكس هذه العبارة الشعور بالسعادة عند الإفطار في الدنيا، وبالرضا عند لقاء الله في الآخرة.

الصيام وقاية من النار:
قال النبي ﷺ في حديث رواه أحمد والنسائي:
"الصِّيامُ جُنَّةٌ يَسْتَجِنُّ بها العبدُ مِنَ النَّارِ".
يبيّن الحديث أن الصيام حماية للمؤمن من العذاب، وهو درع يحميه من الشهوات والمعاصي.

تحذير من مخالفة آداب الصيام:
جاء في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ:
"مَن لم يَدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بِه، فليسَ للَّهِ حاجةٌ أن يدعَ طعامَهُ وشرابَهُ".
يؤكد هذا الحديث أن الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام، بل يجب أن يشمل حسن الخلق وترك المعاصي.

 

الصيام ليس مجرد عبادة جسدية، بل هو تربية للنفس وتهذيب للروح، وهو فرصة للمسلمين للارتقاء بإيمانهم وتقوى الله في كل جوانب حياتهم. وقد أوضح القرآن الكريم والسنة النبوية أحكامه وفضله، داعين المسلمين إلى الالتزام بآدابه والاستفادة منه لتحقيق التقوى والطاعة.