الاحتلال يطرد 5 من موظفي الحرم الإبراهيمي ويمنعهم من دخوله

طردت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، خمسة من موظفي وسدنة الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، ومنعتهم من دخول المسجد لممارسة عملهم، وأكد مدير أوقاف الخليل، غسان الرجبي، أن هذه الإجراءات القمعية تأتي في سياق التضييق المستمر على الأماكن المقدسة والمسلمين في المنطقة.
وقال الرجبي في تصريح صحفي إن قوات الاحتلال منعت الموظفين من ممارسة مهامهم المتمثلة في الحفاظ على الحرم وأروقته، وضمان الأمن والنظام للمصلين والزوار، وأضاف أن هذا الإجراء يأتي ضمن حملة تضييقات موسعة على الأوقاف الإسلامية في الضفة الغربية، وهي جزء من سياسة الاحتلال الهادفة إلى تقليص الوجود الفلسطيني في الأماكن المقدسة، خاصة في الحرم الإبراهيمي.
وأشار الرجبي إلى أن طرد الموظفين اليوم يندرج ضمن سلسلة من الإجراءات التعسفية التي تستهدف طواقم الأوقاف وسدنة الحرم، موضحًا أن قوات الاحتلال قد منعت في وقت سابق بعض العاملين من الدخول إلى الحرم الشريف، وأكد أن هذه الممارسات تشكل تهديدًا مباشرًا على حياة الموظفين العاملين في المكان، وتزيد من صعوبة تأدية مهامهم اليومية.
وأضاف الرجبي أن هذه الخطوات تأتي في إطار محاولات الاحتلال المستمرة لتفريغ الحرم الإبراهيمي من أهله والعاملين فيه، حيث سبق وأن أصدرت سلطات الاحتلال قرارًا بإبعاد مدير الحرم الشيخ معتز أبو سنينة وعدد من العاملين في الحرم، هذه السياسات تستهدف استكمال السيطرة على الموقع الديني المهم، خاصة في ظل الجهود المستمرة لتغيير الوضع القائم في الحرم الإبراهيمي.
تثير هذه الإجراءات ردود فعل غاضبة من قبل الفلسطينيين، الذين يعتبرون أن استهداف الأماكن المقدسة يعكس سياسة الاحتلال الممنهجة لتهويد المدينة واستهداف هويتها الإسلامية، ويطالب الفلسطينيون المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذه السياسات، وحماية حقوق المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية في الحرم الإبراهيمي الشريف.
تستمر سياسة الاحتلال في استهداف القدس والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في فلسطين، ما يزيد من معاناة الفلسطينيين ويهدد الوجود العربي في هذه المناطق، يتزامن ذلك مع محاولات إسرائيلية لتوسيع نطاق سيطرتها على المدن الفلسطينية، وهو ما يستدعي المزيد من التحرك الدولي لضمان حماية الحقوق الفلسطينية في ظل تصاعد الهجمات الاحتلالية.
غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء اليوم الأحد، عن ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 48,339 شهيدًا، وذلك منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، هذا التصعيد المستمر في الهجمات الإسرائيلية على القطاع أسفر عن خسائر بشرية هائلة، بينما لا تزال الأوضاع الإنسانية في تدهور مستمر.
كما أضافت الوزارة أن حصيلة الإصابات قد ارتفعت إلى 111,753 شخصًا منذ بداية العدوان، في حين تستمر طواقم الإسعاف والإنقاذ في محاولة الوصول إلى الضحايا الذين لا يزالون تحت الأنقاض أو في الطرقات التي يصعب الوصول إليها بسبب القصف المستمر.
وأشارت المصادر إلى أن الوضع الإنساني في القطاع يعاني من تفاقم شديد، حيث لا تزال فرق الإسعاف عاجزة عن الوصول إلى العديد من المناطق المدمرة بالكامل، مما يزيد من صعوبة إحصاء عدد الضحايا بشكل دقيق، ولا يزال هناك عدد من الجثث تحت الأنقاض، بالإضافة إلى عجز الطواقم الطبية عن تقديم المساعدة للجرحى بسبب النقص الحاد في المعدات والموارد.
يستمر العدوان الإسرائيلي في فرض حصار خانق على قطاع غزة، حيث تم تدمير العديد من المباني السكنية والبنية التحتية الحيوية، مما أدى إلى نزوح الآلاف من السكان، وتواجه المستشفيات في القطاع تحديات كبيرة في تقديم الرعاية الطبية بسبب تدمير العديد من المرافق الصحية ونقص الأدوية والمعدات الطبية.
في الوقت ذاته، تتزايد الدعوات الدولية من أجل إنهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع، في حين تواصل المنظمات الإنسانية المحلية والدولية مطالباتها بفتح ممرات إنسانية آمنة لتمكين فرق الإغاثة من الوصول إلى المناطق المحاصرة وتقديم المساعدات العاجلة للمتضررين.
يُعد الوضع في غزة من أسوأ الأزمات الإنسانية في المنطقة، حيث تفاقم الوضع الأمني والإنساني بشكل ملحوظ في ظل العدوان المتواصل، وقد أعربت العديد من الدول عن قلقها إزاء الأعداد المتزايدة للضحايا، في وقت يتواصل فيه القصف الجوي والبرّي الإسرائيلي على المدنيين، مما يزيد من معاناتهم ويجعل من الصعب التنبؤ بمستقبل القطاع في ظل استمرار العدوان.