«منخفض جوي قطبي في مصر».. توصيات لحماية المحاصيل والوقاية من الصقيع

كشف الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ والنظم الخبيرة بوزارة الزراعة، عن حالة جوية غير مسبوقة ستشهدها مصر ابتداءً من اليوم الجمعة وحتى نهاية الأسبوع المقبل، حيث سيكون الشتاء في البلاد أقرب إلى الطقس القطبي، وهو ما يُعد ظاهرة نادرة في هذا التوقيت من العام.
وأوضح الدكتور فهيم أن هذه الحالة المناخية الاستثنائية ناتجة عن شحن عالٍ للغاية لطبقة الأيونوسفير في منطقة شرق المتوسط، والتي تشمل مصر بدرجات أقل مقارنة بالدول المجاورة مثل الأردن وفلسطين وسوريا وشمالي السعودية والعراق، وهذا الشحن يسبب انخفاضًا حادًا في درجات الحرارة على مدار اليوم، مصحوبًا برياح نشطة باردة جدًا تؤثر بشكل واضح على الطقس في مصر.

وأشار إلى أن المنخفض الجوي القطبي الذي سيتشكل هو الأقوى من نوعه منذ فترة طويلة، حيث يتميز بتنوع العوامل الجوية المؤثرة فيه، مما يجعله مختلفًا عن الأنواع المعتادة من المنخفضات القطبية التي يشهدها الإقليم.

تساقط الثلوج:
توقع فهيم تساقط الثلوج بكثافة على العديد من دول المنطقة مثل سوريا وشمالي العراق والمملكة العربية السعودية والأردن ولبنان، إلا أنه في مصر لن تكون الحالة ممطرة بل جافة للغاية، حيث يُتوقع تكوّن الصقيع في بعض المناطق، خصوصًا يومي 25 و26 فبراير. كما حذر من ارتفاع كبير في الموج في البحر المتوسط، والذي قد يصل إلى 2-3 أمتار، ما قد يؤثر على الأنشطة البحرية في تلك الفترة.
نصح فهيم المواطنين بارتداء الملابس الثقيلة خلال هذه الفترة الباردة، سواء في النهار أو الليل، حيث ستنخفض درجات الحرارة بشكل ملحوظ، وضرورة تجنب التعرض للرياح الباردة لفترات طويلة، حتى مع ارتداء الملابس الثقيلة،  كما شدد على أهمية عدم التواجد بالقرب من اليافطات الإعلانية الكبيرة أو أعمدة الكهرباء، حيث يُتوقع أن تصل سرعة الرياح إلى مستويات عالية قد تشكل خطرًا على الأرواح والممتلكات. وأوصى بزيادة شرب السوائل الدافئة لمساعدة الجسم على تحمل هذه الظروف المناخية.

احتياطات وتوصيات زراعية:
أما بالنسبة للقطاع الزراعي، فقد أكد الدكتور فهيم على ضرورة اتخاذ بعض الاحتياطات الهامة لحماية المحاصيل من تأثيرات الصقيع والانخفاض الحاد في درجات الحرارة، وقال إن الفاكهة، خاصة المانجو، ستكون أكثر عرضة لتأثيرات هذا الصقيع، لذا يجب تكثيف فترات الري ودمج بعض المركبات الكيميائية المفيدة مثل "فولفيك" عالي الفسفور ونترات الماغنسيوم مع مياه الري، وهو ما يساعد في تقوية الأشجار ضد البرودة الشديدة، و كما شدد على ضرورة رش أشجار الفاكهة، بما في ذلك المانجو والنخيل والبرقوق والمشمش والزيتون، بالكالسيوم والبورون خلال فترة الإخصاب لتقوية الخلايا وحمايتها من تأثيرات الصقيع، وفيما يخص العنب المبكر، نصح الدكتور فهيم باستخدام الكبريت الميكروني ومركبات الطاقة لحماية "تخريجات" العنب من تأثيرات هذه الأجواء القاسية.
تتطلب الأحوال الجوية التي ستشهدها مصر خلال الأيام المقبلة استعدادات خاصة من المواطنين والقطاع الزراعي على حد سواء، وذلك للتعامل مع الطقس القطبي غير المعتاد، و من الضروري اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحفاظ على صحة الأفراد وحماية المحاصيل الزراعية من تأثيرات الصقيع والانخفاض الشديد في الحرارة.