رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

مفتي الجمهورية يوضح كيف يحافظ البيت على الفضائل ويبعد الأبناء عن الرذائل

الدكتور نظير عياد
الدكتور نظير عياد مفتي الديار المصرية

 أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، على المكانة الرفيعة التي يحظى بها البيت في الإسلام، مشيرًا إلى دوره المحوري في الحفاظ على تماسك الأسر واستقرار المجتمعات.

 

البيت المحطة الأولى التي تتفتح فيها حواس الإنسان:

 وأوضح مفتي الجمهورية خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "اسأل المفتي" على قناة صدى البلد، أن الحديث عن البيت يأتي من أهميته البالغة، فهو المحطة الأولى التي تتفتح فيها حواس الإنسان، ومنه يكتسب أولى صوره عن العالم من خلال الألفاظ والأفعال والسلوكيات التي تحيط به.

 وأشار عياد إلى أن البيت يشكل اللبنة الأساسية التي تؤثر في نشأة الفرد، إذ تسهم في غرس الفضائل ونبذ الرذائل، لافتًا إلى أن فلسفة الإسلام في هذا الجانب تتجلى في قول الله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً"، وهو ما يعكس أهمية الروابط الأسرية القائمة على المودة والرحمة، باعتبارها أساسًا لتكوين أفراد يدركون حقوقهم ويؤدون واجباتهم بإخلاص.

 البيت هو المدرسة الأولى لصناعة الأبطال:

 وأضاف مفتي الجمهورية أن البيت هو المدرسة الأولى لصناعة الأبطال، وهو البيئة التي تُوجّه الأفعال، سواء كانت حسنة أم سيئة، مستدلًا بقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا"، موضحًا أن هذا النداء الإلهي يُحمّل أفراد الأسرة مسؤولية كبيرة في تربية أبنائهم وفق القيم الإسلامية السليمة.

 وشدد على أن قيام البيت بدوره الصحيح يسهل على المجتمع تحقيق الاستقرار والازدهار، حيث يُسهم في إعداد أجيالٍ قادرة على تحمل المسؤولية، مما ينعكس إيجابًا على جميع مناحي الحياة.

 على صعيد آخر، اختتمت مساء أمس أعمال مؤتمر "الحوار الإسلامي - الإسلامي: أمة واحدة ومصير مشترك" الذي عقد خلال يومي 19 و ‏‏20 فبراير الجاري، برعاية كريمة من الملكِ حمد بن عيسى آل خليفة، ملكِ مملكةِ البحرين الشقيقة.

 وبحضور الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.

 وشهد المؤتمر حضورًا واسعًا ومميزًا لنخبة من الشخصيات البارزة والعلماء وقادة الفكر الديني، حيث تجاوز عدد المشاركين 400 شخصية من مختلف دول العالم، مما يعكس الأهمية الكبيرة لهذا الحدث ومكانته في تعزيز الحوار والتعاون بين الثقافات والحضارات، وقد ضم الحضور نخبة من كبار رجال الدين الإسلامي، ورؤساء المجامع، وقيادات المؤسسات الدينية والفكرية، مما أضفى على المؤتمر زخمًا علميًّا ومعرفيًّا، وأسهم في إثراء النقاشات حول القضايا الجوهرية المطروحة. 

 وأكد البيان الختامي للمؤتمر على أن "وحدة الأمة عهد وميثاق"، وأن "التفاهم والتعاون على تحقيق مقتضيات الأخوة الإسلامية واجبٌ متعينٌ على المسلمين جميعًا". وأن "الحوار الإسلامي المطلوب اليوم، والذي تحتاجه الأمة ليس حوارًا عقائديًّا ولا تقريبيًّا، بل هو حوار تفاهم بَنَّاء، يستوعب عناصر الوحدة الكثيرة، في مواجهة التحديات المشتركة، مع الالتزام بآداب الحوار وأخلاقه".

 وحث المؤتمر على التعاون المشترك بين المرجعيات الدينية والعلمية والفكرية والإعلامية لمواجهة ثقافة الحقد والكراهية، مؤكدًا على تجريم الإساءة واللعن بكل حزم من كل الطوائف. وأشار إلى أن التراث الفكري والثقافي في مدارس المسلمين جميعًا لا يخلو من أخطاء اجتهادية ينبغي أن تُتَجاوز، داعيًا إلى التزام الحكمة والجرأة في النقد الذاتي لبعض المقولات، وإعلان الأخطاء فيها؛ استئنافًا لما بدأه الأئمة السابقون، والعلماء المتبوعون من كافة المدارس الإسلامية.

 وشدد البيان على "ضرورة توحيد الجهود نحو قضايا الأمة الملحّة كدعم القضية الفلسطينية، ومقاومة الاحتلال، ومواجهة الفقر والتطرف؛ إذ حين يتكاتف المسلمون جميعًا باختلاف مدارسهم لدعم هذه القضايا عمليًّا، تذوب الخلافات الثانوية تلقائيًّا تحت مظلة "الأخوّة الإسلامية" التي أمر بها القرآن".

 ودعا المؤتمر المؤسسات العلمية الإسلامية الكبرى لإنجاز مشروع علمي شامل، يُحصي كافَّة قضايا الاتفاق بين المسلمين في العقيدة والشريعة والقِيَم، مؤكدًا أن هذا المشروع سيكون له الأثر الكبير في معرفة الأمة بنفسها، وإصلاح تصوُّر بعضها عن بعض، وتنمية ثقافتها الإسلامية المشتركة، وتعزيز دعوتها الإنسانية.