صحف عبرية: صفقة تبادل الأسرى لن تنهار رغم عدم تسليم جثة شيري بيباس

أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الجمعة، بأن التقييمات داخل إسرائيل تشير إلى أن صفقة تبادل الأسرى لن تنهار، رغم عدم قيام حركة حماس بإعادة جثة الإسرائيلية شيري بيباس، كما كان متفقًا عليه في إطار الهدنة بين الجانبين.
وبحسب الصحيفة، فإن إسرائيل حريصة على تنفيذ المرحلة المقبلة من الصفقة، التي تتضمن إطلاق سراح ستة رهائن إسرائيليين غدًا، مشيرة إلى أن المسؤولين الأمنيين لا يريدون اتخاذ أي إجراءات قد تعرض حياة هؤلاء الرهائن للخطر.
في الوقت نفسه، كشفت مصادر أمنية إسرائيلية أن المؤسسة الأمنية تدرس تقديم توصية للحكومة بتحديد مهلة نهائية مدتها 24 ساعة أمام حماس لإعادة جثة بيباس، مع بحث خيارات التعامل مع أي تأخير إضافي في تنفيذ هذا البند من الاتفاق.
وتأتي هذه التطورات في ظل توترات متزايدة بين الطرفين، وسط مخاوف إسرائيلية من أن تعمد حماس إلى استخدام ملف الجثث كورقة ضغط في المفاوضات المستقبلية، في وقت تسعى فيه تل أبيب إلى إتمام الصفقة الحالية بأقل قدر من التعقيدات.
لابيد: يجب على إسرائيل التحرك فورًا لإعادة جميع الأسرى وإنهاء هذا الكابوس
دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، اليوم الجمعة، الحكومة الإسرائيلية إلى تقديم طلب رسمي للوسطاء من أجل العمل على إعادة جميع الأسرى، سواء الأحياء أو من فقدوا حياتهم، في أسرع وقت ممكن، مؤكدًا ضرورة إنهاء هذه الأزمة التي وصفها بـ"الكابوس".
وقال لابيد في تصريحات له: "على إسرائيل أن تتقدم بطلب للوسطاء لإعادة كل الأسرى، أمواتًا وأحياءً، بأسرع وقت ممكن، وإنهاء هذا الكابوس الذي تعيشه العائلات الإسرائيلية".
وجاءت تصريحات لابيد عقب الجدل الذي أثير عقب زعم الاحتلال عدم تسلم جثمان الأسيرة شيري بيباس، التي كان من المفترض أن تعيدها حركة حماس وفق الاتفاق المبرم ضمن الهدنة بين الطرفين، وكانت إسرائيل تسلمت في وقت سابق جثتي طفلين إلى جانب جثتين إضافيتين، إلا أن الجيش الإسرائيلي أعلن أنه لم يتلقَّ جثمان بيباس، واعتبر ذلك خرقًا بالغ الخطورة للاتفاقات.
وتأتي تصريحات لابيد في ظل تزايد الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية للإسراع في تأمين الإفراج عن جميع الأسرى المحتجزين لدى حماس، وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة والمفاوضات غير المباشرة التي ترعاها أطراف دولية لإيجاد حل لهذه الأزمة.
حماس ترد على جامعة الدول العربية "نتمسك بالتوافق الوطني بعيدًا عن أي تدخلات خارجية":
رد الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، اليوم الجمعة، على تصريحات الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، التي أشار فيها إلى أن خروج حماس من المشهد يمثل مصلحة للشعب الفلسطيني، معتبرًا أن الحركة أبدت مرونة كبيرة في الحوارات السياسية بشأن إدارة قطاع غزة.
وأعرب قاسم عن استغرابه من تصريحات زكي، مشيرًا إلى أن "حماس أبدت أقصى درجات المرونة في صياغة مقاربات سياسية وإدارية لإدارة قطاع غزة خلال الحوارات المتعددة، وخاصة مع الأشقاء في مصر"، مؤكدًا أن الحركة وافقت على تشكيل حكومة توافق وطني، كما قبلت بالكامل الطرح المصري بشأن لجنة الإسناد المجتمعي.
وشدد المتحدث باسم حماس على أن "الحركة ستواصل وضع المصلحة العليا للشعب الفلسطيني في صلب جميع قراراتها المتعلقة بالوضع في قطاع غزة بعد الحرب، ضمن إطار التوافق الوطني، وبعيدًا عن أي تدخلات من قبل الاحتلال أو الولايات المتحدة"، كما دعا جامعة الدول العربية إلى دعم هذا الموقف وعدم السماح بتمرير أي مشاريع تهدد منظومة الأمن القومي العربي.
وكان حسام زكي قد صرّح في وقت سابق بأن "المصلحة الفلسطينية تقتضي خروج حماس من المشهد"، وذلك في ظل استمرار الجدل حول مستقبل قطاع غزة بعد الحرب.
في سياق متصل، أعلنت الخارجية المصرية أن القاهرة ستستضيف القمة العربية الطارئة في 4 مارس المقبل، حيث أوضح زكي أن القمة تهدف إلى "توحيد الموقف العربي بشأن القضية الفلسطينية، خصوصًا في ظل الرفض العربي لمخطط التهجير الذي طرحته إسرائيل وتبنته لاحقًا الإدارة الأمريكية".
وأضاف زكي أن مصر ستقدم مقترحًا يركز على إعادة إعمار قطاع غزة من خلال جهود الفلسطينيين أنفسهم، دون الحاجة إلى تهجير السكان خارج القطاع، مشددًا على أن الفلسطينيين يرفضون جميع الخيارات التي تطرحها إسرائيل، سواء فرض سيطرتها على غزة، أو تعيين جهة تحكمها، أو إخلاء القطاع من سكانه، واعتبر أن الحل المقبول هو أن يحكم الفلسطينيون أنفسهم حتى يتم التوصل إلى تسوية شاملة.