رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

خط أحمر

لا يريد حزب الله فى لبنان أن يكون حزبًا مثل سائر الأحزاب فى البلد، ولا يريد أن يكون قوة سياسية مثل بقية القوى السياسية اللبنانية، ولكنه يريد أن يكون فوقها كلها، وهذا ما لن يكون خصوصًا فى مرحلة ما بعد مجىء الرئيس جوزيف عون فى ٩ يناير. 

ولأن الحزب يرى نفسه فوق اللبنانيين، لا معهم، فإن هذا هو الذى أدى إلى صدام السبت ١٥ من الشهر بين معتصمين من الحزب وبين قوات الجيش. 

وكانت البداية عندما رفضت السلطات اللبنانية هبوط طائرة إيرانية مدنية فى مطار رفيق الحريرى الدولى فى بيروت، وكان السبب هو ما قيل عن أن الطائرة تحمل أموالًا إيرانية، وأن هذه الأموال للحزب طبعًا بحكم ارتباطاته التى لا يخفيها بإيران، ولا تخفيها حكومة المرشد فى طهران. 

بعد رفض هبوط الطائرة خرجت عناصر من الحزب إلى طريق المطار، ونظمت اعتصامًا على الطريق هناك، واعتدت على قوات اليونيفيل الدولية، وتدخل الجيش لفض الاعتصام فوقعت إصابات وكان لا بد أن تقع، ومن بعدها أعلن الحزب انتهاء الاعتصام وانصرفت عناصره المعتصمة إلى حيث جاءت وانتهى الأمر. 

انتهى الأمر ولكن بقيت الإشارات والمعانى التى خرجت من الموضوع فى مجمله، والتى لا بد أن يعيها الحزب قبل سواه فى الدولة اللبنانية. 

ذلك أن هبوط أو عدم هبوط أى طائرة فى أى مطار، مسألة ترجع للحكومة فى البلد الذى يقع فيه هذا المطار، فإذا كان البلد هو لبنان، فالطبيعى أن حكومة نواف سلام التى تشكلت بالكاد، هى التى تقول إن هذه الطائرة تهبط وأن تلك الطائرة لا تهبط، وليس من حق أى جهة أخرى فى لبنان أن تتدخل فى هذا الموضوع، سواء كانت هذه الجهة هى حزب الله أو غير حزب الله. 

تصرفت حكومة نواف سلام باعتبارها الحكومة المسئولة عن البلد، فلم يعجب هذا حزب الله لأنه فيما بدا من سياق الأحداث لا يزال يرى نفسه فوق الحكومة! 

وإذا كان الحزب لا يرى أن الدنيا بالنسبة له بعد هجوم ٧ أكتوبر، غير الدنيا قبل الهجوم بتداعياته التى نعرفها، فهو لا يرى الواقع السياسى فى المنطقة وفى لبنان على النحو الذى يجب أن يراه عليه. ولا بد أنه مدعو إلى أن يراجع نفسه سريعًا، لأن ما جاز فى أيام حسن نصر الله لا يجوز الآن على الأراضى اللبنانية، وهذا ليس تجنيًا على الحزب ولا إقلالًا من شأنه، وإنما هو دعوة إليه ليرى الواقع كما هو لا كما يحب.