فى الصميم
كنا نعتقد أن الرئيس الأمريكى ترامب، سيحترم مواثيق حقوق الإنسان، وسيلتزم القوانين الدولية، وسيساند الأقليات، ولكن يبدو أن ما تسوقه أمريكا من احترام حقوق الإنسان، وإصدار تقارير ضد الدول لخروجها عن المواثيق الدولية، ماهو إلا شعارات رنانة، فالحقيقة أن الإدارة الأمريكية بعيدة كل البعد عن تنفيذها أو الإلتزام بها.
والحقيقة أن ما حدث من الإدارة الأمريكية خلال الأيام الماضية أدى إلى اصطفاف وطنى غير مسبوق منذ حرب أكتوبر 1973، فـ110 ملايين مصرى حالياً جميعهم يد واحدة، فلا معارضة، ولا موالاة، لا يمين، أو يسار، الكل خلع رداء الحزبية والإئتلافات السياسية، وأصبحنا الجميع كياناً واحداً وجنوداً فى خدمة الوطن.
هذا هو معدن الشعب المصرى الأصيل، وقت الأزمات يتوحد على كلمة واحدة، وهى حب مصر، وتحت راية زعيم العرب الرئيس عبدالفتاح السيسى.
شكراً الرئيس الأمريكى «ترامب» لقد وحدت العرب جميعاً على كلمة سواء، حماية حقوق الشعب الفلسطينى، وإقامة الدولة الفلسطينية، والذى لم يدركه الرئيس الأمريكى هو أنه لا يمكن تهديد شعب مصر الأبى بالمساعدات، سنمنع شرب القهوة وليس الشاى فقط، ولو قرأ كتاباً واحداً فى التاريخ لعرف أن مصر لا تنحنى إلا لله، وأننا شعب لا يعرف الاستسلام، فإما ننتصر أو نموت.
ولو قرأ كتابًا واحدًا فى التاريخ لعرف أن العرب مهما كانت خلافاتهم واختلافاتهم، فإنهم وقت الخطر يصبحون كيانًا واحدًا، ولو قرأ كتابًا واحدًا فى التاريخ لعرف أن الشعب الفلسطينى هو شعب من الجبارين لا يتركون أرضهم أبداً.
وها هى الأيام قد أسقطت ورقة التوت عن الإدارة الأمريكية لتظهر على حقيقتها، فهم رعاة بقر، ولم يكونوا أبداً رعاة للسلام العادل، وإن ما ينادى به الرئيس الأمريكى ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين هو الإرهاب بعينه، ويبدو أنه لم يكن يحب قراءة التاريخ، لذا عليه أن يدرك أن أبسط قواعد علم الفيزياء، وهو أن لكل فعل رد فعل، فالتهجير القسرى للفلسطينيين سيعقد الأمر ويزيده سوءاً وسيحض على مزيد من العنف والإرهاب والقتل، والذى سيطول قلب أمريكا، هل تريدون تكرار سيناريو ١١ سبتمبر ٢٠٠١، بتهجيركم الشعب الفلسطينى ستجعلون العالم على شفا حرب لن يسلم منها أحد، لا بديل عن الحل السلمى وإتمام عملية سلام شاملة فى الشرق الأوسط، إذا أرادت أمريكا أن تعيش إسرائيل فى أمان، عليها أن تتبنى حلاً عادلاً ليس فقط، لحل القضية الفلسطينية، ولكن بإبعاد إسرائيل، عن اليمن وسوريا،ولبنان وسياسة التوسع.
وعلى الرئيس الأمريكى أن يعى أن دعمه لإسرائيل حمَّل أمريكا مليارات الدولارات، وفى الوقت ذاته نجد «ترامب» يحاول جاهداً وقف الحرب الروسية الأوكرانية بعد خسائر الولايات المتحدة ودعمها العسكرى لأوكرانيا وتراجع بعد اكتشافه السياسة الخاطئة التى اتخذتها الولايات المتحدة ولم تستفد منها سوى بإلحاق الخسائر، وترامب يطالب أوكرانيا الآن بسداد فاتورة الدعم العسكرى ٥٠٠ مليار دولار، فالأولى ان يتجه الرئيس الأمريكى لتعمير لوس أنجلوس،التى دمرت بسبب الحرائق، وهجرها الآلاف نتيجة ذلك، وأن يوفر ٢٥٠ مليار دولار لسرعة إعادة الإعمار وإعادة السكان مرة أخرى.
مصلحة سكان لوس أنجلوس أولى بالدعم والمساندة، ابتعدوا عن الدمار الذى أصاب العالم، لا تتغنوا بحقوق الإنسان، والقانون الدولى، وأنتم تدعمون الاستيطان والتوسع، وسياسة التكويش، والعيش على مقدرات الدول، ما ستأخذونه" باليمين، تنفقونه بالشمال «افرضوا السلام واجعلوه بديلاً للحروب، استمعوا إلى صوت الحق والعدل، والعقل، والمنطق، وليس الطمع، والجشع.. استمعوا لصوت الحق ولو مرة واحدة.
وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. والله أكبر فوق كيد المعتدى.