أزمة خليج المكسيك.. منع صحفيي أسوشيتد برس من دخول البيت الأبيض وطائرة الرئاسة
في خطوة مثيرة للجدل، أعلن نائب رئيس هيئة الأركان العامة لشؤون الاتصالات والموارد البشرية، تيلور بودوفيتش، يوم الجمعة 14 فبراير، عن قرار يمنع موظفي وكالة أسوشيتد برس من دخول المكتب البيضاوي وطائرة الرئاسة الأمريكية.
يأتي هذا القرار عقب رفض وكالة أسوشيتد برس الامتثال لتغيير التسمية الرسمية لـ"خليج المكسيك" إلى "خليج أمريكا" في منشوراتها الإخبارية، وعلّق بودوفيتش على الأمر، قائلاً: "تستمر وكالة أسوشيتد برس في تجاهل تغيير الاسم الجغرافي القانوني لخليج أمريكا"، متّهماً الوكالة بنشر معلومات مضللة وعدم الالتزام بالمعايير الرسمية.
خلفية القرار وتأثيره على حرية الصحافة
وأضاف بودوفيتش أن "حق وكالة أسوشيتد برس في نشر تقاريرها وفق رؤيتها مكفول بموجب التعديل الأول، لكن هذا لا يعني منحها وصولاً غير محدود إلى المناطق المحظورة مثل المكتب البيضاوي وطائرة الرئيس".
ومع ذلك، أكد المسؤول الحكومي أن مراسلي ومصوري الوكالة سيحتفظون بحق الوصول إلى مجمع البيت الأبيض، مما يعني استمرار قدرتهم على تغطية الأخبار من داخل مقر السلطة التنفيذية.
رد وكالة أسوشيتد برس: "انتهاك واضح للتعديل الأول"
من جهتها، استنكرت رئيسة تحرير وكالة أسوشيتد برس، جولي بيس، القرار، واصفة إياه بأنه "غير مقبول"، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تعكس محاولة للحد من استقلالية الصحافة. وقالت بيس: "من المقلق أن تعاقب إدارة ترامب وكالة أسوشيتد برس بسبب تغطيتها المستقلة. تقييد وصولنا إلى المكتب البيضاوي لا يعرقل فقط وصول الجمهور إلى الأخبار ذات المصداقية، بل يمثل أيضًا انتهاكًا واضحًا للتعديل الأول للدستور الأمريكي".
وأضافت الوكالة في بيانها الرسمي أن "أسوشيتد برس لا تلتزم فقط بدليل أسلوبها التحريري، بل تستخدمه آلاف المؤسسات الصحفية حول العالم كمرجع رسمي. إننا نحرص على استخدام أسماء جغرافية يمكن التعرف عليها عالميًا لضمان تقديم أخبار دقيقة ومفهومة لكافة الجمهور".
وكالة أسوشيتد برس: إرث صحفي عالمي
تأسست وكالة أسوشيتد برس في نيويورك في مايو 1846، وتُعتبر من أقدم وأكبر الوكالات الإخبارية العالمية، حيث تواصل لعب دور محوري في نقل الأخبار بمصداقية واستقلالية. وفي عام 2023، حصل صحفيو الوكالة على جائزتي بوليتزر عن تغطيتهم للحرب الروسية في أوكرانيا، مما يؤكد مكانتها الرائدة في مجال الصحافة الاستقصائية والتغطيات الميدانية.
تداعيات القرار على العلاقة بين الإعلام والإدارة الأمريكية
يثير هذا القرار مخاوف واسعة حول العلاقة بين الإعلام والإدارة الأمريكية، خاصةً في ظل استمرار التوتر بين البيت الأبيض والمؤسسات الصحفية المستقلة. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تكون جزءًا من نهج أوسع يسعى إلى فرض سيطرة أكبر على التغطيات الإعلامية التي لا تتماشى مع رؤية الإدارة.
يُشكل منع موظفي وكالة أسوشيتد برس من دخول المكتب البيضاوي وطائرة الرئاسة الأمريكية تطورًا لافتًا في العلاقة بين الإعلام والبيت الأبيض. وبينما تؤكد الإدارة الأمريكية حقها في فرض قيود على الوصول إلى مواقع حساسة، ترى وكالة أسوشيتد برس أن هذه الخطوة تقوض حرية الصحافة وتعيق دورها في تقديم الأخبار بموضوعية واستقلالية. تبقى تداعيات هذا القرار موضع متابعة، حيث تتجه الأنظار إلى كيفية تفاعل الأطراف المعنية مع هذا الجدل المتصاعد.