رئيس وزراء لبنان يتعهد بمحاسبة المعتدين على القوات الأممية

استنكر رئيس مجلس الوزراء اللبناني الدكتور نواف سلام، بأشد العبارات الاعتداء الإجرامي على آليات وعناصر قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).. في حين أعربت القوات الأممية عن صدمتها من هذا الهجوم "الفظيع"، الذي اعتبرته "انتهاكا صارخا للقانون الدولي؛ قد يرقى لجرائم حرب".
وفي اتصال هاتفي أجراه مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت، ورئيس بعثة "اليونيفيل" وقائدها العام الجنرال أرولدو لازارو، أعرب رئيس الوزراء عن تقدير لبنان للدور الذي قامت وتقوم به القوات الدولية في الجنوب.
إجراءات عاجلة لتحديد هوية المعتدين
وأكّد سلام أنه طلب من وزير الداخلية "اتخاذ الإجراءات العاجلة لتحديد هوية المعتدين، والعمل على توقيفهم وتحويلهم إلى القضاء المختص لإجراء المقتضى".
وفي السياق، ذكرت قيادة اليونيفيل - في بيان أذاعته الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان - أن موكبها "الذي كان يقل قوات حفظ السلام إلى مطار بيروت تعرض هذا المساء، لهجوم عنيف، وأُضرمت النيران في إحدى المركبات، حيث أصيب نائب قائد قوات اليونيفيل المنتهية ولايته، الذي كان عائداً إلى وطنه بعد انتهاء مهمته".
وأضافت "لقد صدمنا من هذا الهجوم الفظيع على قوات حفظ السلام التي كانت تعمل على استعادة الأمن والاستقرار في جنوب لبنان خلال وقت عصيب".
وشددت على أن الهجمات على قوات حفظ السلام؛ تشكل انتهاكات صارخة للقانون الدولي؛ قد ترقى إلى جرائم حرب.. وقالت "نطالب السلطات اللبنانية بإجراء تحقيق كامل وفوري وتقديم جميع الجناة إلى العدالة".
وختمت "اليونيفيل" بيانها بالتعهد بمواصلة "جنود حفظ السلام العمل على استعادة الأمن والاستقرار في جنوب لبنان وفقاً لولايتنا بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1701".
ماهي قوة اليونيفيل الأممية لحفظ السلام في لبنان؟
أنشأ مجلس الأمن الدولي بعثة اليونيفيل في مارس عام 1978 في أعقاب الغزو الإسرائيلي للبنان. تمثلت ولاية البعثة في تأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، واستعادة السلم والأمن الدوليين، ومساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة سلطتها الفعلية في المنطقة.
ولم تنسحب إسرائيل من لبنان إلا عام 2000. وفي غياب حدود متفق عليها، حددت الأمم المتحدة خط انسحاب بطول 120 كيلومترا يعرف باسم الخط الأزرق، تقوم اليونيفيل بمراقبته وتسيير دوريات على طول الخط الأزرق.
وفي أعقاب صراع مميت دام 30 يومًا بين إسرائيل وحزب الله عام 2006، عزز مجلس الأمن البعثة بقرار مُحدّث هو قـرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي وسّع الولاية الأصلية للبعثة لتشمل مراقبة وقف الأعمال العدائية.
كما كلف حفظة السلام التابعين لليونيفيل بمرافقة ودعم القوات المسلحة اللبنانية أثناء انتشارها في جميع أنحاء جنوب لبنان.
ما هي مهام قوات حفظ السلام؟
يؤدي حفظة السلام التابعون لليونيفيل دورا مهما في المساعدة على تجنب التصعيد غير المقصود وسوء التفاهم بين إسرائيل ولبنان من خلال آلية الاتصال التابعة للبعثة. ويقومون بدوريات في جنوب لبنان لمراقبة ما يحدث على الأرض بشكل محايد والإبلاغ عن انتهاكات القرار 1701.
كما تدعم قوات حفظ السلام الجيش اللبناني من خلال التدريب، للمساعدة في تعزيز انتشاره في جنوب لبنان حتى يتمكن في نهاية المطاف من تولي المهام الأمنية التي تؤديها حاليًا قوات حفظ السلام.