رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

فضل مصر في القرآن الكريم.. مكانة عظيمة وحفظ إلهي إلى يوم القيامة

بوابة الوفد الإلكترونية

أكد الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن مصر تتمتع بمكانة خاصة في القرآن الكريم، حيث ورد ذكرها صريحًا في أربع آيات قرآنية، إلى جانب إشارات عديدة إليها في مواضع متعددة. 

وأوضح أن هذا الذكر المتكرر يدل على عظمة هذا البلد ومكانته في التاريخ الإسلامي، كما يعكس دوره المحوري في الأحداث الكبرى التي سجلها القرآن الكريم.

مصر في القرآن الكريم.. ذكر صريح ومكانة راسخة

أشار لاشين إلى أن مصر ذُكرت في القرآن الكريم صراحة في أربعة مواضع، وهي:

سورة يونس (87): يقول الله تعالى:
{وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتًا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين}.
وهذه الآية تشير إلى الدور التاريخي لمصر في حياة بني إسرائيل، حيث كانت ملجأً ومقامًا لهم في ظل نبي الله موسى عليه السلام.

سورة يوسف (21): يقول الله تعالى:
{وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه}.
وتوضح هذه الآية مكانة مصر كبلد للرخاء والازدهار، حيث كانت موطنًا لنبي الله يوسف عليه السلام، الذي شهدت حياته في مصر أحداثًا مفصلية أدت إلى تغيير مسار التاريخ.

سورة يوسف (99): يقول الله تعالى:
{فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين}.
وهذه الآية تحمل بُعدًا عميقًا حول الأمن الذي تتمتع به مصر، إذ ارتبط اسمها بالأمان والطمأنينة، وهو ما جعله نبي الله يوسف عليه السلام يُطمئن والديه عند دخولهم إليها.

سورة الزخرف (51): يقول الله تعالى على لسان فرعون:
{ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون}.
وتظهر هذه الآية مدى قوة مصر وأهميتها في العصور القديمة، حيث كانت مركزًا للحضارة والسلطة.

بالإضافة إلى هذه المواضع الأربعة، أشار لاشين إلى أن مصر وردت في القرآن الكريم بشكل غير مباشر في مواضع عديدة، مما يؤكد أهميتها ودورها عبر التاريخ.

مصر.. بلد الأمن والاستقرار في التاريخ الإسلامي

أكد  لاشين أن مصر كانت دائمًا ملاذًا آمنًا عبر العصور، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم لم يذكر بلدًا بهذا الوضوح وهذا التأكيد مثلما ذكر مصر، وهذا يعكس مكانتها الفريدة بين الدول. فمنذ عهد الأنبياء، كانت مصر موطنًا للخير والبركة، حيث عاش فيها نبي الله يوسف، كما لجأت إليها السيدة مريم وابنها عيسى عليه السلام طلبًا للحماية.

وأشار إلى أن مصر احتضنت الإسلام وحافظت عليه عبر القرون، وكانت دائمًا درعًا حاميًا للدعوة الإسلامية، بدءًا من دخول الصحابي عمرو بن العاص فاتحًا، وحتى دورها المستمر في دعم القضايا الإسلامية والعربية.

حفظ الله لمصر عبر العصور

أكد لاشين أن مصر محفوظة بحفظ الله، مشيرًا إلى أن جميع المحاولات لزعزعة استقرارها عبر التاريخ باءت بالفشل، مستشهدًا بقوله تعالى:
{ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين} (الأنفال: 30).

كما أضاف أن المؤامرات التي تُحاك ضد مصر داخليًا وخارجيًا لن تنال من أمنها واستقرارها، لأن الله تعالى قد كتب لها الحفظ إلى قيام الساعة، وهو ما أكده بقوله سبحانه:
{إنهم يكيدون كيدًا وأكيد كيدًا} (الطارق: 15-16).

وأوضح أن الأحداث التاريخية أثبتت أن مصر قادرة على تجاوز كل التحديات، فعلى الرغم من محاولات الاحتلال والاستعمار، فإنها خرجت دائمًا أقوى وأقدر على تحقيق الريادة، مما يعكس التدبير الإلهي الذي يحمي هذا الوطن.

دعاء لحفظ مصر وأهلها

واختتم لاشين حديثه بالدعاء قائلاً:
"اللهم احفظ مصر وشعبها، واجعلها في حرزك وضمانك وأمانك إلى قيام الساعة. اللهم اجعلها بلداً آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين، واحفظها من كل سوء ومكروه، وانصرها على من يريد بها شرًا، واجعلها منارة للعلم والإيمان والتقدم."