رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

تحويل القبلة استجابة لدعوات النبي

شعبان شهر النفحات والبركات

بوابة الوفد الإلكترونية

يعد شهر شعبان من الشهور التى حظيت بإكثار سيدنا رسول الله صل الله عليه وآله وسلم من العبادة فيها، وخاصة عبادة الصيام، كما أن ليلة النصف منه فرصة عظيمة للمؤمنين للتقرب إلى الله بالدعاء والاستغفار، فهى ليلة تفيض بالنفحات الإلهية.

قال الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن ليلة النصف من شعبان من الليالى المباركة التى تحمل فى طياتها معانى عظيمة فى العقيدة والتاريخ الإسلامى، فهى محطة فارقة فى مسيرة المسلمين، إذ شهدت تحوّل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، وهو الحدث الذى استجاب الله فيه لدعاء النبى صلى الله عليه وسلم.

واستشهد جمعة بما جاء فى القرآن الكريم قوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّمَاء} [البقرة: 144]، وهو تعبير عن تشوُّف النبى ﷺ وانتظاره للاستجابة الإلهية فى أمر القبلة.

وبين عضو هيئة كبار العلماء، أن النبى عندما كان فى مكة، كان يصلى متوجهًا إلى بيت المقدس، بحيث يجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس، ولكن بعد الهجرة إلى المدينة، أصبحت قبلته بيت المقدس شمالًا والكعبة جنوبًا، فظل على ذلك نحو ثمانية عشر شهرًا، حتى جاء الأمر الإلهى بتحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة، ليجمع الله بين رضاه ورضا رسوله ﷺ، كما قال تعالى: {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا}.

وفسر جمعة أن «تَرْضَاهَا» مقام دلال وحب، يبرز فى هذا التعبير القرآنى سرٌّ عظيم، حيث لم يقل الله «نرضاها» بل قال {تَرْضَاهَا}، وهو ما يشير إلى مقام الدلال والمحبة بين الله ورسوله ﷺ، فقد كان مرادهﷺ يوافق مراد الله، ولذلك قالت السيدة عائشة رضى الله عنها: «إنى أرى الله يسارع فى هواك»، أى أن الله تعالى يستجيب لدعاء النبى ﷺ لأنه الحبيب المصطفى، والمختار من بين العالمين.

وأردف: تشكل ليلة النصف من شعبان فرصة عظيمة للمؤمنين للتقرب إلى الله تعالى بالدعاء والاستغفار، فهى ليلة تفيض بالنفحات الإلهية، ويُرجى فيها العفو والمغفرة، فإنها ليلة لا ينبغى للمسلمين أن يدعوها تفلت منهم، بل عليهم اغتنامها بالصلاة، وقراءة القرآن، والاستغفار، والدعاء بأن يتجلى الله عليهم بعفوه ورحمته.

من جانبه قال الدكتور عبدالحليم إبراهيم كرسون، عضو مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، إن الله سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء ويختار وقد اختار الله لأمة الإسلام أفضل الأزمنة والأمكنة، وأفضل الأنبياء، والكتب؛ فاختار لها أفضل الأنبياء وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، واختار لها أفضل الشهور وهو رمضان، ويوم الجمعة ويوم عرفة، وليلة القدر، وليلة النصف من شعبان، واختار لها أفضل الأمكنة كالمسجد الحرام، كما اختار لها أفضل الكتب وهو القرآن الكريم، وكل هذا لأنها الأمة الوسط، خير أمة أخرجت للناس، الخير فيها قائم ليوم القيامة، موضحًا أن من الأزمنة التى اختارها الله تعالى لهذه الأمة المباركة ليلة النصف من شعبان.

أضاف «كرسون: يعد شهر شعبان من الشهور التى حظيت بإكثار سيدنا رسول الله صل الله عليه وآله وسلم من العبادة فيها، وخاصة عبادة الصيام.

وبين عضو الأزهر للفتوى: إن ليلة النصف من شعبان رغَّبَ الإسلام فى إحيائها، واغتنام نفحاتها؛ وذلك يكون بالقيام ليلًا والصيام نهارًا، سعيًا لنيل فضلها وتحصيل ثوابها، وما يتنزل فيها من الرحمات والبركات، وقد سميت بليلة البراءة، وليلة المغفرة، فهى ليلة يقدر الله فيها الخير ويغفر فيها الذنوب والآثام لمن تاب وتعرض لنفحة الله فيها بالعبادات والطاعات، وعن على بن أبى طالب كرم الله وجهه عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا، أَلَا كَذَا..؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» رواه ابن ماجه.

وقال الشيخ أحمد عادل شيحة عضو مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، إن شعبان شهر مبارك، ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين؛ وتتجلى فيه رحمة الله تعالى بعباده، فيهبهم من خزائن خيراته، ويجزل لهم فيه من عطياته، إلا أن الناس يغفلون عن العبادة والإكثار من الطاعات فيه، وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام فى هذا الشهر المبارك، فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: «مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلا شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ»،.

وأوضح عضو الأزهر للفتوى، أن الحكمة من تحويل القبلة يكمن فى عدة أمور منها

ـ إظهار مكانة النبى صلى الله عليه وسلم. والتأكيد على صدق نبوة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، فقد أخبر الله تبارك وتعالى بما سيقوله اليهود عند تحول القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، قبل وقوع الأمر بالتحويل، وهذا يدل على نبوته صلى الله عليه وسلم إذ من الأدلة على صدق رسالة الرسول، أن يخبر بأمور غيبية ثم تقع بعد ذلك كما أخبر. وفى ذلك يقول الله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِى كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِى مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (البقرة:142).