سبب تعنت إسرائيل في إدخال المساعدات رغم تذليل مصر للعقبات.. فيديو

علق الدكتور محمد العزبي، الكاتب والباحث السياسي، على تعنت إسرائيل وتجنبها التعليق على أنباء حماس في الإفراج عن ثلاثة من المحتجزين الإسرائيليين يوم السبت، ولم يُسمح بدخول المعدات الثقيلة والمنازل المتنقلة إلى قطاع غزة.
وقال إنه لا يزال هناك خلاف كبير بين المستوى السياسي في دولة الاحتلال الإسرائيلي والمستوى الأمني، لافتًا إلى أنه في الجلسة التي عُقدت أمس بين ممثل حركة حماس والوفد المصري برئاسة اللواء حسن رشاد، تم إجراء اتصالات مع القيادة الأمريكية والوسيط القطري، الذين بدورهم تواصلوا مع مدير الموساد ومدير الشاباك، المعنيين بالمفاوضات من جانب الاحتلال.
ولفت إلى أنه تم الاتفاق على بعض الخطوات التي بموجبها ستقوم حركة حماس بالإفراج عن الدفعة السادسة المفترض أن تتم يوم السبت، مقابل تجاوز الأخطاء التي حدثت من جانب الاحتلال والسماح بدخول المعدات، كما تم الاتفاق على أن يقود هذه المعدات سائقون مصريون، نظراً لأن الجانب الإسرائيلي يؤكد أن حركة حماس استخدمت مثل هذه المعدات في السابع من أكتوبر، ولا يريدون أن يقودها أي فلسطيني، بل يثقون في الجانب المصري.
وأضاف، أننا فوجئنا اليوم بتصريح من مكتب بنيامين نتنياهو بأنه لم يوافق بعد على دخول المعدات أو المنازل المتنقلة، مما يؤكد وجود ضغوط من اليمين المتطرف، كما يتضح من تصريحات بن غفير اليوم.
وأشار إلى أن الضغوط تهدف إلى الضغط على حركة حماس لتمديد المرحلة الأولى والإفراج عن مجموعة إضافية يتم الاتفاق عليها كحالات إنسانية، كما أن بنيامين نتنياهو لا يرغب في الوصول إلى المرحلة الثانية أو الثالثة، لكن هناك ضغوط من الإدارة الأمريكية للإفراج عن عدد أكبر من المحتجزين، وأن الوسطاء يرون أننا أمام فرصة لتمديد هذه المرحلة حتى نهاية شهر رمضان المبارك، حيث تنتهي المرحلة الأولى بعد 42 يوماً بنهاية فبراير الحالي.
وأكد خلال حواره مع قناة “الغد” أن هناك عاملًا أمريكيًا متغيرًا، كما تابعنا من تصريحات الرئيس دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين. تصريحات مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط تشير بوضوح إلى عدم وجود حركة حماس في اليوم التالي.
وأشار إلى أن دونالد ترامب هو رجل أعمال، وبالتالي فإن سياسته تتمثل في رفع سقف المطالب لتحقيق ما يريده. ما يريده هو عدم وجود حماس، وتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية، وعدم قيام دولة فلسطينية، مشددا على أن العرب الآن أقوى اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، والمملكة العربية السعودية تمتلك وسائل ضغط كبيرة يمكن أن تغير موقف ترامب بشكل جذري.
ونوه إلى أن إسرائيل هي الطرف الأقوى في المعادلة العسكرية والميدانية، وقد قتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين ودمرت قطاع غزة بدعم أمريكي وغربي، مردفا: “ما يريده نتنياهو هو عدم وجود حماس في غزة، وعدم قيام دولة فلسطينية، وهذا لن يقبله العرب. كما يسعى لتوسيع الاستيطان والحصول على مناطق عازلة جديدة، وهو ما سيؤدي إلى تفجير المسار الدبلوماسي”.
ولفت إلى أن المسار التفاوضي قد يفشل في أي مرحلة، لكننا الآن أمام ضغط عربي وأوراق ضغط عربية يمكن أن تغير الموقف، فالموقف المصري الصلب يؤكد أن العرب لن يقبلوا بمثل هذه الشروط، وأنهم لن يقبلوا بتحقيق مكاسب للاحتلال.
وأفاد أنه تم الاتفاق على إنشاء لجنة للإسناد لإدارة قطاع غزة، وهذا ما سيقبله العرب تمهيداً لإعلان دولة فلسطينية. أما غير ذلك، فلن يقبله العرب أو حركات المقاومة. الأوراق العربية هي التي ستحدد مصير التفاوض الدبلوماسي.
وأكمل أن الجانب الإسرائيلي لا يريد الوصول إلى المرحلة الثانية، بل يسعى للحصول على الأسرى من خلال المرحلة الأولى ثم تدمير المسار التفاوضي. الضغوط التي سيقوم بها الوسطاء على الإدارة الأمريكية هي التي ستجبر نتنياهو على الجلوس إلى طاولة المفاوضات ومنح الوفد المفاوض الصلاحيات لبدء المرحلة الثانية، ما يحتاج إلى وقت، والوسطاء العرب يوافقون على تمديد المرحلة الإنسانية لفترة أخرى لتحقيق أكبر وقت ممكن للضغط على الإدارة الأمريكية.
ولفت إلى أنه بعد القمة السداسية في الرياض، سيكون هناك قرارات عربية أمام الإدارة الأمريكية، حيث أن ترامب قال من لا يملك خطة عليه أن يقدم خطة، مواصلا أن العرب يعملون على تجهيز خطة كاملة لإعادة إعمار القطاع وإدارة القطاع، مما سيشكل ضغطًا على نتنياهو للعودة إلى المسار التفاوضي وتحقيق المرحلتين الثانية والثالثة ووقف إطلاق النار بشكل كامل.