رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

كيف تنفق مالك في الإسلام؟.. الشروط والضوابط

إنفاق
إنفاق

في تفسيره لآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا} (البقرة: 267)، أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن الخطاب الإلهي موجّه للمؤمنين، مما يعكس ارتباط الإنفاق بالإيمان. فالأمر هنا للوجوب، أي أن الإنفاق واجب في الإسلام ما لم تصرفه قرينة تدل على غير ذلك.

أنواع الإنفاق في الإسلام

يقسم الإسلام الإنفاق إلى نوعين رئيسيين:

1. الزكاة: وهي إنفاق واجب وثابت، فرضه الله لتحقيق التكافل الاجتماعي.


2. الإنفاق في حاجات الأمة: وهو واجب عند الضرورة، ويشمل مجالات مثل:

دعم البحث العلمي.

إنشاء الجامعات والمختبرات العلمية.

دعم التعليم والمعرفة، باعتبارهما من أهم سبل التقرب إلى الله.


شروط قبول الصدقة: الطيب من المال

يشترط الإسلام أن يكون المال المُنفق حلالًا وطيبًا، كما جاء في الآية:
{مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ}، حيث يوضح الدكتور علي جمعة أن الله طيبٌ لا يقبل إلا الطيب، فلا يجوز التصدق بالمال الحرام، لأن الله غني عن ذلك.

كما تشمل الصدقات الإنفاق مما أخرج الله من الأرض، مثل البترول، الغاز، والمعادن، فهي نعمٌ لم يبذل الإنسان جهدًا في استخراجها. لذا، يجب استخدامها في إعمار الأرض ونفع المجتمع، لا أن تُحتكر لمصالح فردية.

تحريم التصدق بالأموال أو الأشياء الرديئة

تُحذّر الآية الكريمة: {وَلاَ تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ}، من تقديم الصدقات الرديئة أو الفاسدة، ويوضح الدكتور علي جمعة أن البعض يخرج الصدقات للتخلص من الأشياء التالفة، وهو تصرف ينم عن استخفاف بالله.

كما يقول الله في الآية: {وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُوا فِيهِ}، أي أن الإنسان لو قُدِّم له مثل هذا العطاء لما قبله إلا على مضض، فكيف يُقدّمه لله وهو الغني الحميد؟!

وسوسة الشيطان في مسألة الإنفاق

يحذر الله في الآية: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء}، من محاولات الشيطان تخويف الإنسان من الفقر لمنعه من الإنفاق. فهو يجعل الإنسان يعتقد أن الصدقة ستؤدي إلى نقص ماله، بينما الحقيقة عكس ذلك.

في المقابل، يعد الله عباده: {وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا}، أي أن الله يغفر للمنفقين، ويمنحهم الفضل أي البركة والزيادة في المال. فالله {وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، أي أن خزائنه لا تنفد، وعلمه يشمل نيات الإنسان وأفعاله.

الإنفاق طريق إلى البركة والمغفرة

يؤكد الدكتور علي جمعة أن الإنفاق في سبيل الله ليس مجرد التزام ديني، بل هو وسيلة لتحقيق البركة في المال والنفس، وزيادة الرزق والمغفرة. لذا، يجب أن يكون الإنفاق من أطيب ما يملك الإنسان، متحررًا من وسوسة الشيطان، مستحضرًا وعد الله بالخير والزيادة.