رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

خط أحمر

على السلطة الجديدة فى سوريا ألا تستفز الناس، وإلا، فإنها ستصبح وكأنها تمشى فى طريق السلطة السابقة دون أن تدرى أو تقصد. 

وعندما أتكلم عن الناس هنا، فأنا أتكلم عن السوريين على وجه التحديد، وبتحديد أكثر فإننى أتحدث عن آحاد السوريين فى عمومهم.. فهؤلاء نشأوا على أن عَلَم بلدهم هو الذى ينقسم إلى ثلاثة أقسام بالطول: الأحمر فى الأعلى، ثم الأبيض فى المنتصف، وأخيرًا الأسود.. وفوق الشريط الأبيض تستقر نجمتان باللون الأخضر. 

هذا هو عَلَم البلاد الذى عاش كل سورى يراه وهو يرفرف فوق منشآت سوريا ومؤسساتها الحكومية، وعاش السوريون يتطلعون إليه فى الخارج وهو يرفرف كذلك فوق السفارات السورية فى كل العواصم.. وعندما يفكر أحد فى تغييره، فلا بد أن يكون ذلك بمبرر قوى، وأن يتمهل فى الإقدام على مثل هذه الخطوة، لا لشيء، إلا لأنها تمس عصبًا حساسًا لدى كل مواطن سورى. 

وقد كان غريبًا للغاية أن يكون أول شىء تفكر فيه السلطة الجديدة فى دمشق، هو تغيير عَلَم البلاد ورفع عَلَم الثورة الجديد فوق السفارات السورية.. وليس العَلَم الجديد سوى عَلَم سوريا قبل الوحدة الشهيرة مع مصر عام ١٩٥٨. 

والاختلافات بين العَلَمين اختلافات طفيفة ولا تكاد تُذكر، لأن كل ما قامت به السلطة الجديدة من تغيير أنها أحلت اللون الأخضر محل اللون الأحمر فى الشريط الأعلى، وجعلت النجمتين ثلاث نجمات باللون الأحمر، لا الأخضر كما كان الحال مع النجمتين القديمتين. 

وكان اللافت أن أول سفارة سورية رفعت العَلَم الجديد هى سفارة سوريا فى موسكو، حيث يتواجد الرئيس السورى الهارب بشار الأسد وأسرته.. وكان هذا مقصودًا بالطبع، لأن الأمر بدا وكأن الهدف أن يقال له وللأسرة أن السلطة الجديدة ستكون لهم بالمرصاد! 

الحقيقة أن هذا ليس وقت مناوشات من هذا النوع، ولا هو وقت تغييرات شكلية فى العَلَم أو فى غير العَلَم على هذه الصورة.. فسوريا المُتعَبة فى حاجة إلى عمل على المضمون لا الشكل.. وسوريا المُرهَقة فى حاجة إلى أشياء كثيرة ذات أولوية، والمؤكد أن تغيير شكل العَلَم أو رفعه فوق السفارة فى موسكو ليس من بين هذه الأولويات. 

ليت السلطة الجديدة فى دمشق تنتبه إلى أن آحاد السوريين لديهم اهتمامات أخرى، وعندهم آمال أخرى، ويقفون فى الانتظار وهُم يراقبون، ولن يقبلوا بأن يكونوا خارج معادلة الحكم كما كانوا من قبل.