بعد الشهرة.. فنانون يتجهون إلى عالم البزنس

شهدت السنوات الأخيرة تحولًا كبيرًا فى مسار العديد من نجوم الفن، حيث اتجهوا نحو عالم البيزنس كمحطة جديدة فى مسيرتهم المهنية، هذا الاتجاه لم يعد مجرد اختيار عابر، بل أصبح استراتيجية مدروسة تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتوسيع نطاق التأثير، بعد سنوات من العمل فى مجال الفن، أصبح الكثير من هؤلاء النجوم يدركون أهمية تأسيس مشاريع خاصة تضمن لهم الاستمرارية المالية فى ظل التحديات التى تواجه صناعة الترفيه.

فى ظل التقلبات الاقتصادية التى قد تؤثر على الدخل، اتجه الفنانون إلى استثمار شهرتهم فى إنشاء علامات تجارية خاصة، فقد شهدنا الكثير منهم يؤسسون مشاريع فى مجالات متنوعة، مثل المطاعم، والموضة، ومستحضرات التجميل، وغيرها، هذا التوجه لا يوفر لهم دخلًا إضافيًا فحسب، بل يمنحهم أيضًا فرصة لاستكشاف جوانب جديدة من إبداعهم وابتكارهم.

< فى إطار الاستثمارات الفنية، يُعتبر تامر حسنى واحدًا من المطربين الذين اتجهوا للاستثمار فى المشاريع التجارية، حيث احتفل مؤخرًا بافتتاح مطعم جديد فى منطقة الشيخ زايد يحمل اسم ابنه «آدم»، تامر حسني، الذى يُعرف بأعماله الفنية الناجحة، يسعى إلى توسيع نطاق استثماراته بشكل متزايد، حيث يعتبر المشروع الجديد خطوة مهمة فى مسيرته الفنية والتجارية.

< الفنانة هند صبرى تعد من أبرز الشخصيات فى مجال الإنتاج، فقد أسست شركتها الخاصة قبل سنوات، وتعاونت مع منصة «نتفليكس» فى إنتاج مسلسل «البحث عن علا». وفى الآونة الأخيرة، أعلنت هند عن رغبتها فى تجربة الإخراج، حيث أشارت إلى أنها تشعر بصراع داخلى بين الأفكار التى ترغب فى تقديمها والأدوار التى تعرض عليها. تقول هند: «الإخراج يتيح لى التعبير عن رؤيتى بشكل أعمق، وهو ما اعتبره خطوة طبيعية فى مسيرتى الفنية».

< الفنانة بشرى أيضاً تبرز كواحدة من النجمات الناجحات فى مجال الإنتاج، حيث أنتجت ما يقارب 14 عملًا بالتعاون مع العديد من النجوم، بما فى ذلك نيللى كريم وهانى رمزى وأحمد السقا. بعد فترة من الانقطاع عن مجال الإنتاج، عادت بشرى من خلال فيلم «أولاد حريم كريم» الذى يعد الجزء الثانى من فيلمها السابق. هذا المشروع يتيح لها الجمع بين شغفها بالتمثيل والإنتاج، حيث تشارك أيضًا فى الفيلم كممثلة.

< محمد هنيدي، النجم الكوميدى المصرى المعروف، أسس فى عام 2016 شركته الخاصة للإنتاج والإخراج تحت اسم «مؤسسة هنيدي». تركز المؤسسة على إنتاج محتوى ترفيهى متنوع، يشمل الأفلام والمسرحيات، بهدف تقديم مشاريع تتناسب مع تطلعات الجمهور. تهدف «مؤسسة هنيدي» إلى تقديم أعمال تعكس روح الكوميديا المصرية، مع التركيز على تقديم محتوى يجذب مختلف الفئات العمرية. من خلال هذه المؤسسة، يسعى هنيدى إلى استثمار خبرته الطويلة فى مجال الفن والإنتاج، من أجل تعزيز المشهد الكوميدى وتقديم تجارب جديدة للجمهور.

< نوال الزغبي، المغنية اللبنانية الشهيرة، أطلقت فى عام 2017 علامتها التجارية الخاصة بالأزياء «Nawal»، تسعى هذه العلامة إلى تقديم مجموعة من الملابس التى تتنوع بين الكلاسيكية والعصرية، مما يلبى احتياجات جمهورها المتنوع، تهدف «Nawal» إلى توفير تصاميم تلائم مختلف المناسبات، سواء كانت رسمية أو غير رسمية، تُعتبر مثالاً على الفنانات اللواتى تمكنّ من توسيع نشاطاتهم الفنية إلى مجالات جديدة، مثل عالم الأزياء، حيث تسعى لتقديم قطع مميزة تعكس ذوقها الشخصى وتناسب أسلوب حياة جمهورها.

< فى سياق الأعمال السينمائية، أسس أحمد حلمى شركة «Hesham» للإنتاج السينمائى فى عام 2017، والتى تهدف إلى تقديم محتوى مميز يتنوع بين الكوميديا والدراما، يقوم حلمى بإدارة وتوجيه مشاريع الشركة بنفسه، مما يعكس شغفه بالفن ورغبته فى تقديم أعمال ذات جودة عالية. محمد هنيدي، النجم الكوميدي، أنشأ بدوره «مؤسسة هنيدي» فى عام 2016، والتى تركز على إنتاج الأفلام والمسرحيات التى تتناسب مع تطلعات الجمهور.

< أحمد السقا قام بإنشاء إسطبل خاص لبيع وشراء الخيول العربية، مُحولًا شغفه بالفروسية إلى مشروع تجارى ناجح، كما افتتح صالة جيم فى الشيخ زايد، الأمر الذى يعكس اهتمامه باللياقة البدنية، الفنان أحمد عز أيضًا اتجه للاستثمار فى صالة جيم خاصة به، حيث يُظهر حبه للرياضة.

< أخيرًا، اختارت المخرجة إيناس الدغيدى استثمار أموالهما فى إنشاء قرية سياحية كبيرة بالساحل الشمالي، تشمل فندقًا خمس نجوم ومجمعًا ترفيهيًا، مما يعكس اهتمامها بتطوير القطاع السياحى. يجسد كل هؤلاء النجوم تحولًا ملحوظًا فى مشهد الإنتاج الفنى والتجارى فى العالم العربي، حيث يسعون لتوسيع نطاق تأثيرهم خارج حدود الفن التقليدى.

مع استمرار هذه الظاهرة، يمكننا أن نرى كيف يسهم الفنانون فى تشكيل عالم الأعمال بطرق مبتكرة، مما يفتح آفاقًا جديدة أمامهم ويعزز من مكانتهم فى المجتمع، لذا، يبدو أن عالم البيزنس ليس مجرد إضافة لمشوارهم الفني، بل هو أيضًا منصة جديدة تعبر عن رؤاهم وطموحاتهم فى الحياة.