رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

خط أحمر

كان الرئيس الجزائرى عبدالمجيد تبون قد ذهب يتكلم فى مؤتمر انتخابى له فى مدينة قسنطينة شرق البلاد، وكان ذهابه إليها جزءًا من حملته الانتخابية فى السباق الرئاسى الذى سيشهد ختامه ٧ من هذا الشهر بانتخاب رئيس جديد. 

وكان الرئيس تبون قد قال إن جيش بلاده فى انتظار فتح الحدود مع قطاع غزة ليقدم ما يجب عليه أن يقدمه، وكان قد قال إن من بين ما سوف يقدمه الجيش الجزائرى إعادة بناء ما دمره الصهاينة. 

وقد أثار كلام الرئيس الجزائرى لغطًا كبيرًا، ودارت حوله تعليقات لا علاقة لها بما قصده صاحبه، ونظر إليه كثيرون من زوايا عجيبة لا أظن أنها خطرت على رأس الرجل.. ولكنى توقفت فى كلامه عند عبارته الأخيرة التى تقول إن الجزائر سوف تتولى إعادة بناء ما دمره الصهاينة فى أنحاء القطاع. 

توقفت عند هذه العبارة وتذكرت أن إسرائيل تدك القطاع وتقتل أهله منذ ما يقرب من السنة الكاملة، وأنها يمكن أن تستمر فى ذلك سنةً أخرى، وربما أكثر، ولماذا لا تفعل إذا كان المدد القادم إليها من الولايات المتحدة ومن غيرها لا يتوقف؟ 

ولعلنا نذكر أن كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطى فى السباق الرئاسى الأمريكى، قالت إنها فى حالة فوزها لن تمنع السلاح عن إسرائيل.. والمعنى أنها سوف تواصل ما بدأه الرئيس جو بايدن، الذى مرر صفقة سلاح مؤخرًا لتل أبيب قيمتها ٢٠ مليار دولار.. والمعنى أيضًا أن الدولة العبرية لا تقاتل من خزانتها العامة، ولا تدمر ما دمرته طوال ما يقرب من السنة بسلاحها الذى تنتجه، وأنها تضمن أن يظل المدد يصلها مهما طالت الحرب ومهما بلغت تكاليفها الهائلة. 

وفى المقابل سوف تذهب الجزائر لتساعد الغزاويين من خزانتها العامة، ومن أموالها المجردة، وربما من قوت شعبها.. وسوف تفعل ذلك كل دولة عربية تجد نفسها مدعوة إلى إعادة الحياه لقطاع غزة الذى دمرته إسرائيل عن آخره. 

هذا كله على بعضه يكشف لنا عن الفلسفة التى قصدها الذين زرعوا إسرائيل فى هذه المنطقة من العالم.. فالقصد هو استنزاف طاقتها على الدوام، ولا فرق بين أن تكون الطاقة فى هذه الحالة مالًا مبذولًا، أو أن تكون جهدًا، أو أن تكون وقتًا.. فثلاثى المال، والوقت، والجهد، الذى تنفقه العواصم العربية المعنية فى وقف الحرب أو فى معالجة تداعياتها، مخصوم من اقتصاد كل عاصمة على حدة، ومخصوم من القوة العربية فى الإجمال، وهذا هو الهدف الذى على أساسه جرى زرع إسرائيل هنا بالذات.