رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لازم أتكلم

إلى أين يتجه مؤشر بوصلة الحرب فى الشرق الأوسط؟ وهل ستؤدى إلى مواجهة شاملة بين إيران وأمريكا وحلفائهما فى المنطقة كما يريدها «نتنياهو»، لضمان استمرار حكومته؟ أم سنرى سيناريو مختلفاً برد إيرانى محدود، ولكنه أقوى من ردها «المسرحى الهزلى» على قتلى القنصلية الإيرانية فى سوريا؟ فيما يقوم وكلاء حروبها وخاصة ميليشيات حزب الله فى لبنان والحوثيون فى اليمن بالرد خلف شعار دعم المقاومة الفلسطينية ونصرة أهل غزة؟ 

أحداث كثيرة متلاحقة ومتسارعة تقود المنطقة إلى خط الاشتعال، بدءاً بسلسلة الاغتيالات التى نفذتها إسرائيل فى كبار قيادات حماس وحزب الله، مروراً بالرد القوى والسريع من قبل حماس باختيارها يحيى السنوار «عدو إسرائيل اللدود» رئيسا لمكتبها السياسى خلفا لإسماعيل هنية الذى اغتالته يد الموساد فى عقر ديار إيران بالعاصمة طهران.

كل السيناريوهات باتت ممكنة ومتاحة من قبل أطراف الصراع الذى اقترب من فوضى عسكرية تريدها حكومة تل أبيب، للتغطية على جرائمها البشعة فى غزة، وفرض سيطرتها على القطاع، ومن ثم فرض شروطها فى تحديد خطة «اليوم التالى»، إذا ما نجحت مساعى وقف إطلاق النار وصفقة الأسرى والرهائن التى تعمل على تنفيذها إدارة «بايدن» وهو يستعد للرحيل.

ورغم إصرار «نتنياهو» على جنونه، ورفضه للصفقة، والتحريض على اغتيال «السنوار» الذى سيستمر عنصرا أساسيا فى المفاوضات، نجد فى المقابل ضغوطا أمريكية وأوربية وروسية من أجل عدم التصعيد وضبط النفس مع منح إيران حق الرد المحدود.

وبينما يثير تأخير الرد الإيرانى الكثير من علامات الاستفهام.. متى وكيف وأين؟ فإن كل المؤشرات تؤكد أن إيران لن تتراجع كما أعلن مرشدها خامئنى عن الرد، ولكنها ستدعم ميليشياتها فى جنوب لبنان واليمن والعراق لمعاقبة إسرائيل على قيامها بضرب ميناء الحديدة واغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر العقل المدبر لعمليات حزب الله، ولا يستبعد كثيرون أن يقوم الحرس الثورى الإيرانى بعمليات انتقامية (اختطاف واغتيال شخصيات أمريكية وإسرائيلية وتفجير سفارات وقنصليات وغيرها من العمليات التى تهدد مصالح أمريكا وحلفائها). 

من الواضح الآن أن نظام «الملالى» بتأخيره فى الرد يرغب فى عدم توسعة دائرة الحرب وتفويت الفرصة على نتنياهو من جر إيران إلى حرب سوف تخسرها لا محالة عند مواجهتها أمريكا وحلفائها، وبالتالى سيكتفى بممارسة لعبة توزيع الأدوار على ميليشيات محوره فى منطقة «سنية» يريدها دائما ملتهبة ومشتعلة وغير مستقرة لتنفيذ مخططه وهدفه الأكبر وهو قيام دولة دينية تقضى تماما على أية دولة وطنية فى المنطقة، تبدأ بتفكيك جيوش المنطقة العربية واستبدالها بحرس ثورى تكون له الكلمة الأولى والأخيرة، كما يحدث حاليا فى لبنان وفى سوريا واليمن ولو بشكل محدود، حيث يأتى القرار دائما من طهران.

إن قراءة متأنية فى الخطاب الأخير لحسن نصرالله الأمين العام لحزب الله (الذراع القوية والوكيل الاول لإيران فى المنطقة) سيدرك هذا الهدف، والدليل أن إيران لم تقصف إسرائيل منذ اغتصابها للأراضى العربية ولا مرة، إلا فى إبريل الماضى بعد تفجير قنصليتها فى سوريا، والدليل الثانى إعلان نصر الله عن تحييد إيران وسوريا ولبنان الجريح فى وسائل الرد على عمليات القصف والاغتيالات؟!

عموما.. كل دول الشرق الأوسط تدفع الآن ثمن تأخير الرد الإيرانى الذى ربما لا يأتى قريبا، وحتى حدوثه، سيبقى خطر وكلاء الحروب وميليشياتهم فى المنطقة قائما، طالما لم تحل القضية الفلسطينية، وهو ما سبق وأن حذرت منه مصر فى كافة المحافل الدولية.

 

[email protected]