فايزة كمال .. رحلة عذاب بين الدين والحب والمال أنهاها المرض

فايزة كمال، فتاة أحلام شباب الثمانينيات والتسعينيات، صادفت في بداية مسيرتها الفنية إغراءات زواج من كبار رجال أعمال في مصر والدول العربية، سطع نجمها من خلال أول عمل تلفزيوني بعنوان «أحلام صغير»، وأثار زواجها حالة جدل واسعة حول ديانة شريك حياتها، وفي شهر مايو عام 2014 أصيبت بمرض خبيث أنهى حياتها .

وفي ذكرى وفاتها تستعرض لكم «الوفد» بدايتها في عالم التمثيل وأسرار نسبها لـ عائلة تعتنق الديانة المسيحية :.

ولدت فايزة كمال، في الكويت لأبوين مصريين يعملان هناك، قضت عشرين عامًا في نفس الدولة، إذ أنهت دراستها الابتدائيّة والمتوسطة والثانوية في مدارسها كما التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية، رفض والدها التحاقها بقسم التمثيل وبعد تدخل أستاذها سعد أدرس لإقناعه وافق على الفور .

بدايتها

بدأت «فايزة» مشوارها الفني في السنة الأولى بالمعهد من خلال مشاركتها مسلسل تاريخي بعنوان «العدل والتفاح» أمام مديحة كامل وعبد الله غيث، وتوالت أعمالها الفنية والأدوار التي يعرضها عليها المخرجين فقدمت مع المخرج سامي محمد علي، مسلسل «وتاه الطريق» وبعدها شاركت في فيلم «الطائرة المفقودة»، وفي الثمانينات قررت العودة إلى وطنها مصر لتبدأ من جديد حياتها التمثيلية . 

حياة فايزة كمال .. «ديانة زوجها وضعتها محل الشكوك»

تزوّجت فايزة كمال، من المخرج المسرحي «مراد منير»، الذي كان يعتنق الديانة المسيحية قبل زواجها وأنجبت منه ابنان وهما يوسف وليلى، حرصت الفنانة على إبعاد حياتها الشخصية عن الأضواء، ونجحت في بناء بيت يسكنه الهدوء والحب . 

أثار زواج فايزة كمال، من المخرج المسرحي مراد منير، حيرة جمهورها بسبب ديانة عائلته، ما جعلها محل شكوك الجميع حول اعتناق ابناءها لديانة والدهم، الأمر الذي جعل الزوج يخرج عن صمته بعد وفاتها ليكشف أسرارًا لأول مرة عن قصة الحب التي جمعته بفاتنة الشاشة الصغيرة.

قال زوج فايزة كمال خلال تصريحات متلفزة سابقة:« أنا مسلم قبل زواجى بحوالى 15 سنة ولم يكن لها علاقة بموضوع إسلامى وهى فايزة محمد كمال رمضان ، وانا مسلم، ولا أعرف لماذا يثير الناس هذا الموضوع، علمًا بأن القانون يمنع زواج مسيحى من مسلمة، مشيرًا إلى أن أشقاءه وابنائهم مازالوا يعتنقون ديانتهم وليس لدينا التفرقة المفتعلة ».

وعن زواجهما ولقاء أشعل شرارة العشق بينهما، قائلًا:« قابلتها في بدايتها وشعرت بالحب تجاهها، ومن هنا بدأت قصة حبنا وطلبت الزواج منها، رغم أن جمال فايزة كمال لم يقاومه الأثرياء، فعرض عليها الأمراء وكبار المنتجين ورجال الأعمال أموال وأشياء فارهة وطلبات الزواج، وأصرت على حبها لي رغم حياتي البسيطة ».

روى زوج فايزة كمال، سرًا لأول مرة عن عرض زواج ضخم عرض عليها، قائلًا:«فايزة ردت كتير من الإغراءات عندما عرض عليها منتج كبير عقد لعمل وكان بفلوس كثيرة وشقة غالية جدا في روكسي مقابل أن تنفصل عني، وكان ردها صادمًا، إذ قالت له أنا متزوجة من رجل محترم وتسود علاقتنا الحب، وانت مش راجل لما تعرض عليا العرض دا، ورمت العقد ورفضت العمل معه ، كما رفضت ناس كتير بمناصب كبيرة جدا قبل ما أعرفها، قولت لها يتقدم لك أمير وترفضي، يعجبك واحد فقري زيي، فا أنا لو مكنتش قابلتها مكنتش هتجوز».

رحلة عذاب انتصر المرض في نهايتها

أصيبت بمرض السرطان مرتين، الأولى قبل رحيلها بست سنوات، وكانت في ذلك الوقت تقدم مسرحية على مسرح السلام مع الفنان لطفي لبيب، وكانت تعالج في المستشفى أثناء العرض وتذهب إلى العرض ليلاً، وتعود مرة أخرى للمستشفى، وعندما تقف على خشبة المسرح تنسى المرض، وتكون في منتهى الحيوية والنشاط والجمال. 

كانت «فايزة» مؤمنة بربنا وراضية بقضائه، كان قلبها متعلقاً بالله سبحانه وتعالى، مما جعلها تجسد الأدوار الدينية في عدد كبير من المسلسلات وأشهرها عندما جسدت دور السيدة نفيسة.

 وشفيت من المرض في المرة الاولى، لكنه عاد ليهاجمها مرة أخرى عام 2014 ودخلت المستشفى وخضعت للعلاج ثلاثة أشهر بداخلها، واجهت المرض بقوة شديدة وكانت متمسكة بالحياة بجانب حرصها على إظهار هذا لجميع المحيطين بها، ولكن هذا الداء الخبيث تمكن منها وأنهى حياتها، إذ فارقت عالمنا بعد فترة من الصراع معه في مايو 2014.