رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

جهود كبيرة تبذلها مصر لوقف الحرب على غزة، ربما تكلل بالنجاح فى الأيام القليلة القادمة، بعد أن استطاعت مصر أن تقدم مقترحاً وافقت عليه حركة حماس، وأيضا الجانب الإسرائيلى فى تطور هام كشفت عن ملامحه وسائل الاعلام التى أكدت أن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس قد أبلغ الوزير عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، ومحمد بن عبدالرحمن آل ثان رئيس وزراء قطر، موافقة الحركة على المقترح المصرى، كما جاءت ردود إيجابية من الجانب الإسرائيلى على المقترح المصرى، الذى يشمل ثلاث مراحل ويتضمن اتفاقاً لتبادل الأسرى والمحتجزين وأيضا هدنة إنسانية، ثم وقفاً لإطلاق النار والعملية العسكرية فى غزة، وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى إرسال وفد إسرائيلى إلى القاهرة للتوصل إلى صفقة مقبولة فى إطار المبادرة المصرية، كما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن أن المقترح المصرى يمكن أن يؤدى إلى التوصل لوقف إطلاق النار، وأعلنت الخارجية الأمريكية عن استمرار التنسيق مع مصر وقطر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية من أجل إنهاء هذا الصراع، وفى ردود فعل سريعة على هذه الأخبار التى تناقلتها وسائل الإعلام انفجرت غزة فى فرحة هستيرية تكشف عن حجم المعاناة الإنسانية التى يعيشها الجميع تحت ويلات هذه الحرب.

< مؤكد أن ثمن الحرب الإسرائيلية على غزة كبير وفادح سواء فى عدد الشهداء والمصابين الذى تجاوز مائة ألف فلسطينى معظمهم من الأطفال والنساء.. وصحيح أن البنية الأساسية لمدينة غزة قد دمرت تماماً، ومعظم مساكن المدينة قد تحولت إلى أنقاض ربما تفوق ما خلفته الحرب العالمية الثانية فى أربعينيات القرن الماضى.. ولكن فى المقابل ما زال هناك أكثر من مليونى مواطن فلسطينى يعيشون فى معاناة إنسانية رهيبة بعد أن فقدوا مساكنهم وأعمالهم وكل ثرواتهم وارتحلوا عدة مرات من مكان إلى آخر ويفتقدون إلى أبسط سبل الحياة، وهو أمر يجب أن ينتبه إليه المفاوض الفلسطينى فى ظل ما شهدناه أمس من احتفالات كبيرة وسعادة غامرة لأبناء غزة لمجرد إعلان بعض وسائل الإعلام عن قرب التوصل لاتفاق وقف هذه الحرب المسعورة، خاصة أن الجميع يعى تماماً أن الكيان الصهيونى قد خسر هذه المعركة منذ بدايتها فى السابع من أكتوبر الماضى وما زال يبحث عن انتصار معنوى يستعيد به الهيبة التى صنعها على مدار سبعة عقود وانهارت على يد المقاومة الفلسطينية، وأيضا هناك رئيس وزراء إسرائيلى متطرف يعى تماما أنه قد خسر مستقبله السياسى وتنتظره قضايا فساد فى الداخل الإسرائيلى ومحاكمة جنائية وسياسية بسبب فشل الجيش الإسرائيلى فى السابع من أكتوبر، وأيضا محاكمة دولية، وكلها دوافع تجعله يستمر فى هذه الحرب المجنونة للهروب من مصيره المجهول على حساب الشعب الفلسطينى والمنطقة بأسرها.

< يجب أن يفكر الفلسطينيون من الآن، ما بعد توقف الحرب وعليهم أن يتعلموا من دروس الماضى على اعتبار أن وقف الحرب الآن هى أعظم فرصة لحل القضية الفلسطينية فى ظل التعاطف العالمى الكبير مع القضية الفلسطينية، والضغوط الهائلة التى يتعرض لها قادة الدول الغربية من شعوبهم بسبب الانحياز لإسرائيل ودعمها على شتى المستويات.. هناك حالة من الاستياء الشديد فى الداخل الأمريكى من الانحياز السافر لإسرائيل ظهرت بوضوح فى ردود أفعال الطلبة فى الجامعات الأمريكية التى باتت تشكل أكبر ضغط سياسى على الإدارة الأمريكية ومراكز صناعة القرار ووسائل الإعلام، ويواجه الرئيس الأمريكى جو بايدن انتقادات كبيرة فى جولاته الانتخابية بسبب الأزمة الفلسطينية، وكلها عوامل يجب أن يستغلها الفلسطينيون والعرب بشكل عام فور توقف هذه الحرب خاصة أننا أمام قمة عربية خلال أيام فى دولة البحرين تستطيع اتخاذ قرار عربى موحد بالإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية وطرح هذا القرار على الجمعية العامة للأمم المتحدة فى ظل التعاطف الدولى الكبير الآن للحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة وهو أعظم انتصار يحققه الفلسطينيون والعرب نتيجة هذه الحرب العنصرية والتصفية العرقية التى مارستها إسرائيل على مدار أكثر من ستة أشهر فى حق الشعب الفلسطينى، وستكون أعظم مكافأة للشهداء وأسرهم بإعلان الدولة الفلسطينية.

 

حفظ الله مصر