رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

نقلت وكالة الإعلام العربى عن الرئيس الإيرانى ابراهيم رئيسى يوم السبت ٢٧ أبريل ما يجعلك تستحضر العبارة التى تقول: أسمع كلامك أصدقك.. أشوف أمورك أستعجب. 

فالرئيس الإيرانى يقول إنه لا نية لدى بلاده لإنتاج أو امتلاك قنبلة نووية، وإن ذلك راجع إلى أن المرشد على خامنئى، مرشد الثورة الإيرانية، أفتى بأن انتاج أو امتلاك هذه القنبلة حرام. 

هذا طبعًا كلام غريب، وسبب غرابته أنك لا تعرف ما علاقة القنبلة النووية بالحلال والحرام، فالحلال والحرام كما نفهمهما يتصلان بأمور العبادات والمعاملات بين الناس.. أما شئون القنابل فهى قضية أخرى لها أبعادها السياسية والاقتصادية، حتى ولو كانت قنابل من النوع الذى ضربت به أمريكا مدينتى هيروشيما وناجازاكى اليابانيتين فى الحرب العالمية الثانية فسوّت بهما الأرض. 

ثم إننا حتى لو افترضنا أن قضية القنبلة النووية داخلة ضمن الحلال والحرام، فإن ما صدر عن ايران نفسها بهذا شأن قبل تصريح رئيسها بأيام يجعل التناقض عنوانًا للموضوع.. ففى أعقاب الهجوم الذى قادته ايران على اسرائيل فى ١٣ أبريل، صدر عن طهران ما يفيد أنها ستراجع عقيدتها وسياستها النووية إذا تعرضت منشآتها لهجمات اسرائيلية كبيرة. 

ولا معنى لهذا الكلام المنشور سوى أن الحلال والحرام لدى الحكومة الإيرانية مسألة نسبية، وأن ما تقول عنه إنه حرام اليوم، يمكن جدًا أن يكون حلالًا فى الغد، وأن العكس يمكن أن يكون صحيحًا بالدرجة نفسها. 

والحقيقة أن ما قاله الرئيس الإيرانى، وما يقوله سواه من المسئولين الإيرانيين فى قضية القنبلة النووية وفى غيرها، يمكن أن نفهمه فى إطار مبدأ «التقية» الشهير لديهم هناك.. فهذا مبدأ يقبل بأن يكون للإنسان ظاهر وباطن، وبأن الإنسان يستطيع بل يجب أن يُبدى للناس غير ما يعتقد بالفعل، إذا رأى أن فى ذلك ضرورة تفرضه. 

ولو أنت راجعت مسلك السياسة الإيرانية فى المنطقة والإقليم، فسوف تجد أن هذا المبدأ من بين مبادئها المعتمدة فى التعامل مع الدول الجارة وغير الجارة، وأنه حاكم فى الكثير من السياسات، وأن كونه مبدأً دينيًا صرفًا لا يمنع صانع السياسة فى طهران من أن يُسيسه وينقله دون حرج من دائرة الدين إلى دنيا السياسة الواسعة. 

لو قال الرئيس الإيرانى إنهم لا يفكرون فى انتاج أو امتلاك القنبلة النووية، لأنها ضد كل ما هو انسانى مثلًا، لكنا قد صدقناه أكثر.