رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

فى 29 سبتمبر 1988، تم الإعلان عن حكم هيئة التحكيم فى جنيف بسويسرا فى النزاع حول طابا، وجاء الحكم فى صالح مصر مؤكدا أن طابا مصرية، وفى 19 مارس 1989، كان الاحتفال التاريخى برفع علم مصر معلنا السيادة على طابا واثبات حق مصر فى أرضها.

تستوجب المناسبة توجيه التحية لفريق الدفاع عن طابا الذى صدر بقرار رئيس الجمهورية فى يونيو عام 1985 برئاسة الدكتور عصمت عبدالمجيد وزير الخارجية، والسفير نبيل العربى مدير الإدارة القانونية بوزارة الخارجية، وأحمد ماهر مدير الإدارة القانونية والسفير لدى موسكو. ولأعضاء اللجنة، الدكتور وحيد رأفت نائب رئيس حزب الوفد،، والدكتور مفيد شهاب رئيس قسم القانون الدولى بجامعة القاهرة، والدكتور يوسف أبوالحجاج أستاذ الجغرافيا بجامعة عين شمس، والدكتور يونان لبيب رزق، والدكتور طارق الغنيمى أستاذ القانون الدولى بجامعة الإسكندرية، والمحامى أحمد صادق القشيرى. ومن أعضاء اللجنة بوزارة العدل، المستشار محمد فتحى نجيب مساعد وزير العدل، والمستشار أمين المهدى نائب رئيس محكمة النقض، والسفراء بدر همام، أحمد أبوالخير، مهاب مقبل، حسين حسونة، وجيه حنفى، واللواء بحرى محسن حمدى رئيس الجانب المصرى فى اللجنة العسكرية المصرية الإسرائيلية لإنهاء ترتيبات الانسحاب، اللواء عبدالفتاح محسن رئيس هيئة المساحة العسكرية، اللواء فاروق لبيب ضابط الاتصال، وأعضاء اللجنة القومية سميح صادق المحامى، الدكتور جورج أبومصعب.

ومن أعضاء التحكيم الدولى المحامى السويدى جوار لاجرجين رئيس هيئة التحكيم الدولية، ديتريش سيندلر أستاذ القانون الدولى بسويسرا، بيبر بتليه الرئيس السابق لمحكمة النقض الفرنسية، الدكتور حامد سلطان أستاذ القانون الدولى بجامعة القاهرة.

قرأت للدكتور مفيد شهاب، عن تفاصيل 20 دقيقة فى جلسة النطق بالحكم، «قال إنها كانت أهم ثلث ساعة فى حياته، يقول: يوم 29 سبتمبر عام 1988 الساعة الثانية ظهرًا، نطق رئيس هيئة التحكيم وكان سويسرى الجنسية الحكم بعد أن قرأ حيثياته بالكامل، وفى نهاية قراءة الحكم وحيثياته ظهرت عضو التحكيم ممثلة فى إسرائيل وقالت: هذا حكم ظالم وغير قانونى، فرد عليها بصوت العاقل والحكيم قائلا: أعلم أنك ترفضين الحكم، ولذلك أعلنت أنه صدر بأغلبية 4 أصوات مقابل صوت واحد هو أنت كعضو هيئة التحكيم، وليس من حقك أن تعترضى ونحن ننطق الحكم، ولكن لك أن ترفقي وجهة نظرك فى شكل تقرير يرفق بالحكم يعبر عن وجهة نظرك لكن لا يغير من الأمر شيئاً. فكان كلامه قويا وحكيما وهادئا، وشعرت المحكمة الإسرائيلية بالحرج فاضطرت أن تلتزم الصمت».

استفدنا من معركة التحكيم لاستعادة طابا «هكذا يقول شهاب» أن الاصرار على الحق والاستعداد للتضحية من أجله يؤدى إلى الانتصار فى المعارك، واتباع الأسلوب العلمى فى معالجة القضايا والأزمات، والاعتماد على الخبراء المتخصصين فى كل مجال تخصصه، وقبل هذا وذاك الحس الوطنى العالى فى من يتصدرون للدفاع عن حق من حقوق الوطن ومصالحه.

كانت إسرائيل تعرف أن موقفها ضعيف أثناء التحكيم، وعرضت تسويات ودية وسطية، بأن تكون الأرض بإدارة مشتركة نصفها لمصر، والنصف الآخر لإسرائيل، ولكن مصر ممثلة فى القيادة السياسية رفضت تماما وأكدت أن الأمر يتعلق بأرض وتراب الوطن.

إن ما حدث فى قضية استرداد واستعادة طابا، ملحمة قانونية دولية انتصر فيها الحق على الباطل. وجاءت تتويجا للنصر العسكرى فى أكتوبر 1973.

وقال المحكم الإسرائيلى بعد صدور الحكم لصالح مصر وخروج الجميع من المحكمة: «كنا عارفين أن طابا مصرية لكن مكناش عارفين أنكم هتقدروا تدافعوا عنها» وهو اعتراف واضح من إسرائيل بمصرية طابا.

يحتفل المصريون كل عام بذكرى عودة طابا، وانسحاب آخر جندى إسرائيلى من آخر نقاط سيناء. كل عام والوطن ورجاله بخير.