كاريزما
ليس جديدًا على فنان مصر والعرب محمد عبلة؛ أن يسجل هذا الموقف التاريخى الشريف لينتصر للحق الفلسطينى.. عبلة الفنان التشكيلى الكبير (٧١) عامًا حصل على وسام جوته الألمانى عام ٢٠٢٢ وبهذا يكون أول فنان مصرى وعربى يحصل على هذا الوسام الذى فاز به أهم فنانى العالم؛ قرر عبلة التنازل عن الوسام ورده إلى بلده؛ بعد المواقف السياسية العدائية لامانيا ضد غزة فى مواجهة المحتل الإسرائيلى.
كانت كرمت لينتر رئيسة معهد جوتة قد منحت عبلة الوسام فى مدينة فايمار الألمانية فى حضور انالينا بيربوك وزيرة الخارجية الألمانية وبنيامين ايمانويل هوف وزير وزير الشؤون الثقافية والمحلية والاوروبية؛ فى الاحتفالية وصف المفكر شتيفان فايدنر عالم العلوم الإسلامية- عبلة بأن أعماله ملحمية تجعلنا نتأمل تصوراتنا الفلسفية عن الفكر العربى أقرأ فى لوحاته مصر وجنوب البحر المتوسط وافريقيا والشرق الأوسط. اقرا المصريين فى لوحاته ومقاومتهم وحالاتهم المزاجية ومخاوفهم وامالهم.
محمد عبلة مثل مصر فى عشرات المعارض والمؤتمرات الدولية وقد عمل أستاذا زائرًا للفنون بمدرسة اوربرو السويدية وشارك فى معارض بسويسرا والارجنتين واليابان زهافانا والكويت..
أما موقف محمد عبلة من غزة والقضية الفلسطينية فهو قديم ويعود بنا إلى أكثر من أربعين عامًا، حيث سجلت لوحاته التشكيلية معاناة فلسطين وألاعيب المستعمر الإسرائيلى؛ وبالتالى غربة المواطن العربى فى وطنه وهو يترقب دائمًا غدرًا مستمرًا من أظافر الصهيونية العالمية.. عبلة ليس فنانا تشكيليا فقط بل هو مفكر عربى قومى لوحاته ترصد لنا فى شموخ واقع ومستقبل الخريطة الشرق أوسطة.. لهذا فقد اسعدنى أنه انتهى من كتابه مذكراته وأتوقع أن تكون مثل أعماله الفنية - كيانًا ثوريًا - هو كتلة صدق تترجم قيم الوطن والمواطنة والقضية.