عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

باختصار

ساعات تفصلنا عن عيد الفطر المبارك، ليأتى علينا هذا العام ليس كسابقه على الأمتين الإسلامية والعربية محمل بالشتات والتمزق والقهر، حيث تحول الوطن الأكبر إلى وهن وضعف وقلة حيلة وهوان، هانت علينا أنفسنا وضاعت النخوة، فهنا على العالم الذى لا يعرف إلا مبدأ القوة، وتكالبت علينا الأمم.
لم يشهد تاريخ المسلمين حالات ضعف مثل تلك التى نعيشها الآن، فقد شهدت الخلافة الإسلامية تحت مظلة الإسلام حقبا تاريخية تغطى معظم العصور الوسيطة على مساحة جغرافية واسعة، تمتد من حدود الصين إلى غرب آسيا وشمال أفريقيا وصولا إلى الأندلس منذ تأسيس الدولة الإسلامية فى المدينة المنورة على يد النبى المصطفى محمد -صل الله عليه وسلم- مرورا بالدولة الأموية فى دمشق إلى الدولة العباسية ثم الفاطميين فى مصر والأيوبيين والمماليك فى الشام، ثم سيطرة الدولة العثمانية آخر الإمبراطوريات التى كانت تحكم باسم الإسلام.
وعقب انتهاء العهود الإسلامية انقض الغرب الاستعمارى يهيمن على العالم الإسلامى ويقسمه إلى دويلات متفرقة متناحرة، حتى وصلنا إلى ما لا يحمد عقباه.
وتاريخيا.. العالم الإسلامى مر بمرحلة كانت الأسوأ فى أواخر الخلافة العباسية، حيث ظهر التتار بقيادة جنكيز خان، وفعل التتار ما لا يمكن وصفه مع المسلمين وبعدهم الصليبيون.
وما أشبه الليلة بالبارحة، لقد ضاق الحال على أمتنا كما حدث عند ظهور التتار، حيث أنقذ الله الأمة على يد العز بن عبدالسلام، والقائد سيف الدين قطز، والآن وجب علينا التكتل والتوحد لنعيد للأمة شبابها من جديد.
بنظرة سريعة على حال أمتنا الآن، نكتشف الوضع المزري:
< غزة.. وصمة عار على جبين الأمة تواجه ما لا يتحمله بشر من حرب إبادة جماعية على يد جيش الاحتلال اليهودى على مدار ستة أشهر كاملة برا وبحرا وجوا، لترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلى وفقا لآخر احصائية إلى أكثر من 33 ألف شهيد و76 ألف إصابة و7 آلاف مفقود تحت الأنقاض، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية وتحويل القطاع إلى مكان لا يمكن العيش فيه، وإعلان إسرائيل عن عزمها الاجتياح البرى لرفح إيذانا بتهجير أهلها وتصفية القضية الفلسطينية وإغلاق الملف إلى الأبد.
< العراق.. مزقها الإرهاب بعدما دمرها الاحتلال الأمريكى، ودول محور الشر ونزعت خيراتها وفتتها الانقسامات السياسية والقومية والطائفية خلال الأعوام الماضية، فوهن جيشها وضعفت قواه بعدما كانت درع الأمة العربية.
< ليبيا.. حالت فيها الانقسامات دون اتفاق على حلول تنهى نزاع القادة على كرسى السلطة، واستشرى فيها الفساد بصورة غير مسبوقة، وباتت مرتعا للإرهاب وفشل الشعب فى اختيار رئيس للبلاد منذ عام 2011 وحتى الآن.
< سوريا.. تئن منذ سنوات تحت وطأت الصراع الأمريكى الإيرانى، وتتعرض لأزمات اقتصادية طاحنة وتدهور شديد فى الوضعين الأمنى والمعيشى مع ارتفاع معدلات البطالة والفقر فى ظل القصف العشوائى المستمر منذ سنوات باستخدام الذخائر المحرمة.
< السودان.. يعيش فى كابوس مزعج من الحرب الأهلية التى دفعت الملايين للفرار إلى دول الجوار بحثا عن الأمان بعيدا عن جحيم الحرب التى لم تشهد مثلها البلاد منذ قرن من الزمان.
< لبنان.. أصبح رهينة أزمة اقتصادية طاحنة منذ عام 2019، وساءت أحوال أهله المعيشية كما يتعرض الجنوب اللبنانى لتهديدات إسرائيلية متواصلة تنذر بحرب مرتقبة حال توسيع اليهود لدائرة الصراع فى المنطقة.
* اليمن.. ضاعت دولته العفية فى ظل الصراعات الداخلية والحرب الشاملة التى تعرض لها لمدة 8 سنوات دمرت الوطن واهدرت خيراته وحولته إلى مرتع للجماعات الإرهابية.
الوطن العربى كله أصبحت حدوده ملتهبة وقابلة للانفجار فى أى وقت وتهدده الأخطار من كل جانب ويتربص به المستعمرين الجدد، تتار العصر الحديث وما يحدث فى باب المندب يستدعى اليقظة والانتباه.
باختصار.. عروبتنا فى خطر وبأس شديد ينذر بكوارث وأزمات لا قبل لنا بها، وعلى الرغم من أن الوطن العربى يمتلك من الخيرات والعدة والعتاد ومقومات النهوض ما يجعله يسود العالم أجمع، إلا أن الفرقة وبحور الدماء كالبت علينا الأفاعى والحيتان فى محاولات مستمرة لتنفيذ خارطة الشرق الأوسط الجديد، فى ظل التخاذل العربى الذى أوصلنا إلى ما نحن فيه من تشتت وضياع.
تبقى كلمة.. يأتى علينا عيد الفطر المبارك وقد ضاعت الضحكة، وغابت الابتسامة وتنتابنا حالة من القلق والهلع فى ظل تلك الفوضى الخلاقة التى تعصف بعالمنا العربى من المحيط إلى الخليج، نظرا للأوضاع المتردية التى أصابت البلاد والعباد.
[email protected]