عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

قل من حرم زينة الله

د. أحمد الطباخ
د. أحمد الطباخ

 

 

 

 

الجمال سمة جليلة وهيئة عظيمة ولما لا والله جميل يحب الجمال، وقد خلق الكون فى نسق جميل والإنسان جعله فى أجمل تركيب واختار كل شىء على نمط من الحسن والجمال ما جعله آية من آياته، ولم يحرم الزينة على أحد من خلقه، فقال الله تعالى فى سورة الأعراف: «قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق».

والقرآن ينعى على هؤلاء الذين حرموا من تلقاء أنفسهم ما لم يحرمه الله فليس حراما على المسلم أن يلبس أجمل ما عنده ولا أن يتزين طالما أنه يقدر على ذلك، وإنما عليه أن يوسع على نفسه دون إسراف ولا تبذير وقد روى عن عمر أنه قال: إذا وسع الله عليكم فأوسعوا.

وقد كان السلف الصالح يحرصون على الظهور بمظهر جميل فقد روى عن على بن الحسن بن على بن أبى طالب شيخ مالك رضى الله عنهم، أنه كان يلبس كساء خز بخمسين دينارا يلبسه فى الشتاء فإذا كان فى الصيف تصدق به أو باعه فتصدق بثمنه وكان يلبس فى الصيف ثوبين من متاع مصر ممشقين ويقول: قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات.

وقد فهموا ذلك من دلالة هذه الآية التى دلت على لباس الرفيع من الثياب والتجمل بها فى الأعياد والجمع وعند لقاء الناس ومزاورة الإخوان وفى صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب أنه رأى حلة سيراء تباع عند باب المسجد.

فقال: يا رسول الله ولو اشتريتها ليوم الجمعة وللوفود إذا أقدموا عليك؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما يلبس هذا من لا خلاق له فى الآخرة

فما أنكر عليه ذكر التجمل وإنما أنكر عليه كونها سيراء وقد كان مالك بن دينار يلبس الثياب العدنية الجياد.