عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 "حق الجار".. ندوة ضمن ملتقى الفكر للأئمة بأوقاف الفيوم 

جانب من الندوة
جانب من الندوة

 عقدت أوقاف الفيوم، برئاسة الدكتور محمود الشيمي، وكيل الوزارة، ندوة بعنوان "حق الجار"، ضمن البرنامج اليومي لملتقى الفكر للأئمة الذي يُعقد بمسجد ناصر الكبير بالفيوم.
يأتي هذا في إطار دور وزارة الأوقاف ومديرية أوقاف الفيوم العلمي والدعوي والتثقيفي، وضمن جهودها في نشر الفكر الوسطي المستنير وتصحيح المفاهيم الخاطئة وتوعية الشباب.
 

ندوة بعنوان "حق الجار" بمسجد ناصر الكبير بمدينة الفيوم:

 جاء ذلك تنفيذًا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وتحت إشراف الدكتور محمود الشيمي، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، وبحضور الدكتور محمد سرحان، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، محاضرًا، وفضيلة الشيخ جمعة عبد الفتاح إمام المسجد مقدمًا، وعدد من العلماء وأئمة الأوقاف، وذلك في إطار فعاليات ملتقى الفكر للأئمة بأوقاف الفيوم، والذي يتم تنفيذه طوال شهر رمضان المبارك.
 

 وخلال الندوة أكد العلماء على أن الإحسان إلى الجار قيمة نبيلة توثِّق أواصر المحبة والألفة، وتشيع روح التعاون والتكافل، وتنشر الاستقرار بين أفراد المجتمع؛ لذلك اهتمت الشريعة الإسلامية بالجار اهتمامًا عظيمًا، فأوصت بحقه، وعظَّمت حرمته إلى حدٍّ جعل نبيَّنا (صلى الله عليه وسلم) يقول: "مَا زَالَ جِبْرِيلُ يوصيني بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ"، ولا شك أن مفهومَ الجوار يتَّسِعُ ليشمل الجار في المنزل، والجار في العمل، والجار في السفر، حيث يقول الحق سبحانه: "وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا".

مؤكدين أن حق الجار حق أصيل في الإسلام، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) في حق الجار وشأنه: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ، قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (الَّذِي لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ"، أي: شروره، ويقول (عليه الصلاة والسلام): "مَنْ كَانَ يُؤْمِن ُبِالله ِوَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ".

وأشار العلماء إلى أنّه من حسن أدب الإسلام في التعامل مع الجار قول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "وَإِذَا اشْتَرَيْتَ فَاكِهَةً فَأَهْدِ لَه [أي: للجار] فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَأَدْخِلْهَا سِرًّا" لا أن تتباهى بها أمامه، أو أن تستعلي بقدراتك وإمكاناتك المادية عليه، "وَلا يَخْرُجْ بِهَا وَلَدُكَ لِيَغِيظَ بِهَا وَلَدَهُ" فيتقطع قلبُ ولد الجار الفقير، وقلبُ الوالد مع ولده، فتحدث الشحناء والبغضاء بين الجيران بسبب الغيرة والتحاسد، "وَلا تُؤْذِهِ بِقُتَارِ قِدْرِكَ إِلا أَنْ تَغْرِفَ لَهُ مِنْهَا" أي: لا تؤذه برائحة الطبخ، إلا إذا كنت عازمًا على أن تطعمه وأهلَه منها، موضحين أن من حقوق الجار: زيارته إذا مرض، وتهنئته في المناسبات، وتعزيته في المصائب، وإعانته في المهمات، ومراعاة أعلى درجات المروءة معه، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "خَيْرُ الْأَصْحَابِ عِنْدَ الله خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ الله خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ".

كما لفت العلماء إلى أن سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) جعل شهادة الجار لجاره أو عليه من أعلى درجات التزكية أو الجرح؛ لأن الإنسان وإن خدع بعض الناس بعض الوقت فإنه لا يمكن أن يخدع جيرانه كل الوقت، وعندما جاء أحد الجيران لسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة، قال له (صلى الله عليه وسلم): "كن محسنًا"، قال: وكيف أعرف أني محسن؟ فقال: "سَلْ جِيرَانَكَ، فَإِنْ قَالُوا: أَنْتَ مُحْسِنٌ فَأَنْتَ مُحْسِنٌ، وَإِنْ قَالُوا: إِنَّكَ مُسِيئٌ فَأَنْتَ مُسْيئٌ".