رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

أتذكر من بين ما كنا نحفظه فى العصر الناصرى من عبارات مكتوبة على الصفحة الأخيرة لكراسات التلاميذ، عبارة «الأسرة هى الخلية الأولى للمجتمع» للتوجيه نحو أهمية سلام بنيان الأسرة ودعم صحة علاقاتها البينية وما بينها والمجتمع..

وعليه، بات من المزعج ما نتابعه وينشرعلى صفحات الحوادث ويذاع عبر فقرات برامج الجريمة الإذاعية والتليفزيونية التى تتعرض لممارسات التحرش وجرائم هتك العرض والاغتصاب، والتى توثقها المراكز البحثية، ويتردد أن الجرائم التى لا يكشف عنها تفوق فى أعدادها تلك التى يُبلغ عنها، لأن النساء ضحايا تلك الجرائم فى الغالب من الأحوال يتجنبن الفضيحة التى سيحدثها إبلاغهن عن الجريمة، وما يتبعه من تحقيق ومحاكمة، والحرج الناشئ عن نظرة الناس إليهن، والتى تجعلهن يشعرن وكأنهن هن اللاتى أجرمن، ذلك أن النظرة المهينة التى تلقاها النساء المُغتصبات، سواء من بعض رجال التحقيق عند الإبلاغ عن الجريمة، أو من جهاز العدالة أثناء المحاكمة تسبب لهن ارتباكًا شديدًا، إذ ينظر إليهن المعنيون فى خبث وارتياب، ويبالغون فى توجيه الأسئلة التى تتناول أدق التفاصيل المحرجة، وغالبًا ما يعتبرون أن الضحية كانت سببًا فى وقوع الجريمة، سواء لأن مظهرها مثير كما يدعون، أو لأن سلوكهن فيه شىء من الليونة كما يصفون، الأمر الذى قد يؤدى إلى تعذر زواج الضحية إذا كانت لم تتزوج بعد، أو إلى طلاقها إذا علم زوجها بما حدث، فتفضل معظمهن إبقاء الأمر سرًا..

وأرى أن هناك ممارسة ما يمكن أن نطلق عليه اغتيالا وعنفا معنويا كما يصيغها بعض أشاوسة الإعلام وأهل الدراما بكافة أشكالها الإذاعية والتليفزيونية والمسرحية والسينمائية، وقد أوضحت دراسة قديمة نسبيًا نُشرت بمركز بحوث الإعلام بجامعة القاهرة، وأجراها الدكتور محمود يوسف الأستاذ بكلية الإعلام عن صورة المرأة المصرية فى الأفلام السينمائية التى يقدمها التليفزيون خلصت إلى أن 72% من تلك الشخصيات النسائية تحمل ملامح سلبية مقابل 28% فقط يحملن قيماً إيجابية لصورة حواء السينمائية جاء فى مقدمتها التفكير المادى واستخدام عبارات مبتذلة أثناء الحديث، وإظهار مفاتن الجسد بطريقة مبالغ فيها، وشرب الخمر وتزيين الفاحشة وتجميل السقوط للرجل. كما أكدت الدراسة ــ وفق ما جاء فى صحيفة الأهرام - أن 35% من تلك النماذج التى تقدمها السينما يدفعها الثراء السريع لممارسة أعمال غير مشروعة...

فى ظل الأمن الأسرى یمكن للأفراد أن یمارسوا كامل حقوقهم وأن یكونوا عناصر فعالة فى المجتمع، فعلى الأسرة أن تقوم بدورها الاجتماعى التربوى الداعم لحالة أمنها أكثر من أى وقت مضى بسبب التغیرات الاقتصادية والاجتماعية.

لى أمل أن تدعم مؤسسات الدولة الإعلامية والثقافية المزيد من الجهود بالتعاون مع المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية وغيره من مراكز الفكر والبحث، ونحن فى مرحلة نتحدث فيها عن ضرورة إعادة بناء المواطن، ودعم آليات التحالف مع كل أصحاب الأدوار الهامة والفاعلة لتطوير الخطاب الثقافى والإعلامى والدينى لمجابهة كل قوى الشر الباغية الجاهلة ورسائلهم المضللة من خارج وداخل البلاد..