عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عندما تعرض الكاتب والمنتج الكبير سمير خفاجى لأزمة صحية خطيرة وكان أيامها فى إمارة دبى بدولة الإمارات العربية المتحدة يعرض آخر عمل مسرحى قدمته فرقته الأشهر فى عالمنا العربى "الفنانين المتحدين" «بودى جارد» شعر سمير خفاجى بتنميل فى يده واندهش للأمر فقد بدأ التنميل يتمدد ويزداد كل يوم.. المهم أن الفنان عزت أبوعوف وهو فى الأساس طبيب تولى عملية عرض خفاجى على الأطباء فى دبى وذهب معه بصحبة سعيد عبدالغنى ومحمد أبوداود وتم عمل كافة التحاليل والإشعات التى أثبتت أن خفاجى صحته عال العال، وأنه لا يعانى من أى مرض على الإطلاق، وبعد يومين من ظهور هذه النتائج تعرض لأزمة أخرى وسقط على أرضية الغرفة التى يقيم بها فى الفندق، وعندما تأخر عن موعد العشاء أدرك اثنان من الأصدقاء المقربين حسن مصطفى وأبوداود.. أن أمراً حدث لخفاجى فأسرعا بفتح باب غرفته ليكتشفا تعرض خفاجى لجلطة بالمخ نقل بعدها مباشرة إلى المستشفى ولكن فات الوقت مع الأسف الشديد، فقد أصبح عملية إذابة الجلطة أمراً مستحيلاً بعد مرور زمن طويل.. وهكذا عاد خفاجى من دبى إلى المستشفى العسكرى بمصر الجديدة حيث لقى هناك رعاية فائقة أسهمت فى حدوث تطور رهيب للأفضل بشأن أحواله الصحية فعاد للكلام من جديد ولكن ليس بنسبة 100٪ وبدأ يتحرك بمساعدة من الآخرين وحرص بعد الإقامة لمدة شهرين فى المستشفى على أن يواظب على التمارين العلاجية.. وذات يوم وكنا فى شهر رمضان.. وبحضور طبيبه الخاص وجدته يسأل خفاجى عن الصيام.. فأكد خفاجى أنه يصوم حتى فى الأيام العادية الاثنين والخميس: قال له الطبيب هذا بالنسبة لزمان مر ومضى.. أما الآن فإن الله يحب أن تؤتى رخصه.. هنا رفض خفاجى بشكل قاطع أن يفطر فى شهر رمضان وذات يوم اجتمعنا هناك على الإفطار. كان الحضور كوكبة من الأصدقاء الغاليين على رأسهم عادل إمام وسعيد صالح ونظيم شعراوى والمنتصر بالله وأبوداود وكل نجوم مسرحية بودى جارد ومنهم الرائع غير القابل للتكرار سعيد عبدالغنى وكان ضمن الحضور كاتب كبير وجدته يسأل.. العم حسن مصطفى.. كيف فات على النجم عزت أبوعوف وهو طبيب أن الأعراض التى ظهرت على خفاجى هى أعراض جلطة دماغية فى بداية تكوينها.. هنا قال العم حسن أن الأطباء قاموا بعمل كشف طبى وإشعات وتحاليل كاملة.. ولا ندرى لماذا تم استبعاد حكاية الجلطة.. والحق أقول إن سنوات طويلة مرت وإذ بالفنان الكبير والطبيب عزت أبوعوف.. يسافر إلى بيروت لقضاء عطلة صيفية فى البلد الذى عشقه كل أهل الفن فى مصر منذ قديم الأزل من أيام فريد شوقى ورشدى أباظة وعبدالحليم حافظ.. أقول ذهب عزت أبوعوف إلى هناك.. وشعر بعد أيام من وصوله ببعض التعب.. ونصحه أحد الأصدقاء فى بيروت بالذهاب إلى المستشفى للاطمئنان.. وبالفعل ذهب إلى هناك واكتشف أنه يعانى من مرض خطير.. وفى البداية اعترض على تشخيص زملائه فى مستشفى بيروت وأكد أنه خضع منذ عدة أشهر مرت لتحاليل وأشعات فى مصر أثبتت أنه بخير ولا يعانى أى مرض من أى نوع.. ولكنه عاد إلى المحروسة ليكتشف أن التشخيص اللبنانى صحيح فاتصل بالأطباء فى بيروت وأبلغهم خالص شكره وتقديره فقد ثبت صحة التقرير اللبنانى وثبت أيضاً أن الأمور كلها بيد المولى عز وجل وان الطبيب عزت أبوعوف عندما تعلق الأمر بشخصه لم يستطع أن يشخص ألمه بأنه مرض خطير أو مرض ظريف.. ويومها ترحمت على خفاجى ودعوت لعزت أبوعوف بأن يمن المولى عليه بنعمة الشفاء ولعلنى هنا أتذكر تلك الأيام التى بدأت منذ العام 2008 وانتهت فى العام 2018 عشر سنوات بالتمام والكمال كشفت لى معدن الناس الذين اقتربوا من سمير خفاجي صحيح جزى الله الشدائد كل خير فقد عرفتنى عدوى من صديقى.. ولا أخفى على حضراتكم سرا إذا قلت بأن من الناس ما هو كما الماس أو الذهب أو الفضة.. أو الصفيح.. وقد كان محمد أبوداود النوع الأول حيث تفرغ هذا الفنان الجميل والإنسان الفاضل والصديق الأصيل الوفى.. أقول تفرغ تماماً.. للبقاء إلى جانب سمير خفاجى.. ومن شدة وفائه للرجل وحرصه على راحته بل وعلى فعل كل ما يدخل السعادة على قلب خفاجى أصبح أبوداود حديث مجالس كل المقربين من خفاجى من سمير صبرى ورجاء الجداوى ودلال عبدالعزيز وميرفت أمين ومحمود عبدالعزيز كل هؤلاء كانوا يكيلون قصائد المديح لأبوداود فى غيبته ويتندرون بمواقفه وشهامته التى فاقت كل الحدود.. رحم الله الذين غادرونا ومنح الصحة والعافية لمن هم على قيد الحياة..