رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

نعيش فى عالم متخم بالحروب والصراعات والأزمات، إلى حد أن أعتى السياسيين أو الخبراء الاستراتيجيين، لا يستطيع أن يقطع بالمستقبل القريب فى أية بقعة بالعالم، خاصة فى المناطق الملتهبة وفى القلب منها منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى منطقة شرق أوروبا التى تشهد الحرب الروسية الأوكرانية الغربية، وكذلك مناطق شرق وجنوب آسيا، وكلها صراعات لها أسبابها الاقتصادية والسياسية وتلعب الولايات المتحدة الأمريكية دوراً هاماً فى جميع هذه الأحداث، الأمر الذى يجعل الجميع يترقب نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية قبل نهاية هذا العام، على اعتبار أنها سوف تحدد بشكل كبير التوجهات الأمريكية تجاه مجمل القضايا والأحداث التى يشهدها العالم منذ عدة سنوات وفى القلب منها الحرب الروسية الأوكرانية، وأيضاً الأحداث الفلسطينية والقضية الفلسطينية بشكل عام، وبكل ما تحمله من آثار على منطقة الشرق الأوسط ومصر تحديداً. وربما لم يدرك كثيرون أن هذه الحرب التى بدأت عقب عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى وما زالت مستمرة حتى الآن، وخلفت عشرات الآلاف من الشهداء ومئات الآلاف من المصابين، قد تركت نتائج وآثاراً هامة، وغيرت كثيراً من المفاهيم لدى معظم دول العالم، وتحديدًا الدولة المصرية.
< مؤكد أن الحرب الإسرائيلية على غزة لها آثار ونتائج كارثية على الشعب الفلسطينى وعلى البنية الأساسية لمدينة غزة التى دمرت معظمها بفعل آلة الحرب الإسرائيلية.. ولكنها فى المقابل عكست حقائق هامة على المستوى الإقليمى والدولى يأتى على رأسها أن دولة إسرائيل برغم كل ما تملكه من عتاد وتكنولوجيا عسكرية هى دولة هشة لا يمكن الاعتماد عليها، وأنها ما زالت تشكل عبئاً كبيراً على الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب، وتحتاج إلى الدعم المستمر من أمريكا وأوروبا الغربية وليس أدل على ذلك من تحرك الأسطول الأمريكى وقطع        بحرية غربية إلى شرق البحر المتوسط، إضافة إلى حزمة المساعدات التى قدمتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل لدعمها اقتصادياً، وبالرغم من مرور حوالى ستة أشهر لم تستطع إسرائيل تحقيق انتصار واضح على الفصائل الفلسطينية التى تواجهها بالأسلحة الخفيفة، الأمر الذى بات يشكل يقيناً لدول الغرب أنها لا تستطيع أن تعتمد على إسرائيل فى منطقة الشرق الأوسط لتحقيق مصالحها وأهدافها الاستراتيجية، وبات الجميع على قناعة أنه لا بديل عن مصر فى منطقة الشرق الأوسط باعتبارها الدولة الراسخة والكبيرة القادرة على حفظ التوازن الاستراتيجى فى هذه المنطقة الحيوية من العالم، والتى تؤثر بشكل قاطع على دول أوروبا وكل محيط البحر المتوسط شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، وهو الأمر الذى دفع هذه الدول لإعادة حساباتها.
< إذن الشراكة الاستراتيجية التى سعى إليها الاتحاد الأوروبى مع مصر لم تأت من فراغ، وإنما على أسس وحسابات دقيقة يأتى على رأسها أن مصلحة أوروبا هى استقرار مصر واستمرارها فى سياستها المتزنة تجاه حفظ السلام والأمن فى المنطقة من خلال قدراتها السياسية والاقتصادية والعسكرية، ويكفى أن نشير إلى جانب واحد من حدوث فوضى فى مصر لا قدر الله وهو خروج عشرات الملايين فى شكل هجرات غير شرعية إلى أوروبا وكلنا يعلم أن مصر تحتضن حوالى 15 مليوناً من دول مجاورة بسبب الأحداث الجارية بها وعدم الاستقرار، وهذه الملايين ستكون أول الفارين من مصر.. والحقيقة الثانية أن الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبى لها أيضاً جوانب إيجابية كبيرة لمصر يأتى على رأسها ترسيخ الثقة فى الدولة المصرية على شتى المستويات ومنها الجانب الاقتصادى وهو أمر له مردود كبير على المؤسسات الدولية وضخ الاستثمارات فى مصر، وهو ما يجعل مصر قادرة على عبور أزمتها الاقتصادية والتحرر من قيود النقد الأجنبى الذى يكبل انطلاق اقتصادها، إضافة إلى توطين الصناعة فى مصر بشكل سريع، وفى اعتقادى أن هذه الشراكة الاستراتيجية فى حاجة إلى مجموعة اقتصادية متخصصة لديها الكفاءة والقدرة على تحقيق أكبر قدر من الاستقادة من هذه الشراكة حتى لا تتحول الشراكة إلى مجرد مساعدات يمكن أن تهدر فى مشروعات ليست لها جدوى اقتصادية أو تأثير مباشر فى تحول الاقتصاد المصرى.

حفظ الله مصر