أضـرحة وأولياء| الشيخ «الخوّاص» دليل منطقته للغرباء

ربما لا يذكر أهل مدينة نجع حمادي، شمال قنا، مقام الشيخ محمد الخواص، إلا عندما يصف أحدهم الشارع أو منطقة السوق المسماة باسمه!.

وقد لا يعرفون أيضا أنه أحد أهم الأولياء عند أصحاب الطريقة السمانية الخلواتية، كما ورد ذكره في كتاب الطبقات الكبرى للإمام الشعراني، يصفه أهل الطريقة بأنه قطب الغوث.

تشير اللافتة الموجودة علي مدخل المقام إلي أنه شُيد في عام 1299 هجرية، أي أنه بُني منذ 146 عاما، لكن المقام لم يكن علي شكله الحالي، بل كان مبنيا بالطوب اللبن.

 واستطاع آل عيسي الذين توارثوا وظيفة نقيب المقام، أن يحصلوا علي ما يفيد بأنه غير تابع للآثار، وذلك ليتمكنوا من تجديده، ثم جري هذا منذ حوالي 13 عاما، وذلك وفق رواية عادل عيسي، نقيب المقام، وتم تسجيله برقم 168 في مشيخة الطرق الصوفية.

يوضح عيسي أن هذا المقام يضم الشيخين علي ومحمد الخواص، ولكنه عرف باسم الأخير، لأنه هو المدفون فيه، أما الشيخ علي فمقامه موجود في منطقة باب الشعرية بالقاهرة.

 ويضيف عيسي أن للشيخ محمد الخواص 6 أخوة، منهم علي، عبد الرحمن، إبراهيم، وأحمد، وجميعهم أولياء لهم العديد من الكرامات والمقامات والمشاهد في كافة أنحاء مصر، ومنها مقام الشيخ أحمد الخواص بقرية "هو" ومقام محمد الخواص في عزبة سالم، بشرق النيل.

 واستطرد أن مولد الشيخ يتم الاحتفال به في الأيام الثلاثة الأولي من شهر ربيع الأول، حيث تقام ليالي الذكر والإنشاد، و فيها يطعم الطعام للوافدين لإحياء ذكري مولد الشيخ من كل حدب وصوب.

وصف المقام:

المقام مكون من غرفة صغيرة يحاط فيها ضريح الشيخ محمد الخواص، ومشهد أخيه الشيخ علي، بإطار من الخشب الملئ بالنقوش والبروز الفنية الإسلامية، ويكتسي الضريح نفسه برداء أخضر لمّاع، وهو اللون الذي يرمز للمتصوفة عادة.

 كما يحيط بالضريح صور للمساجد التي تحوي مقامات السيدة زينب، وأحمد البدوي، فضلا عن المسجد النبوي الشريف، وملحقة به ساحة لأتباع الطريقة ومريدي الشيخ، يجتمعون فيها يوميا يذكرون الله.

 ويقيمون حلقات العلم وتداول الأحوال، ولاسيما ما يسمي بالراتب الأسبوعي، حيث يجتمعون علي الذكر والدعاء، وقد جدد المقام وبني بالطوب الحراري الأبيض والبني، ليكتسب طابعا إسلاميا قديما ومتجددا في الوقت ذاته. 

توارث آل عيسي خدمة مقام الشيخ الخواص منذ قرابة 60 عاما، في حين تولي نقابته الشيخ عيسي حسانين، وبعده تولي ابنه عادل، وقبلهما، وفق الشيخ عادل، كان الشيخ محمد عبد الرحيم الحفناوي، وهو مؤسس الساحة، وشيخ الطريقة السمانية الخلواتية.

من هو الشيخ الخوّاص: 

تتلمذ الإمام الشعراني علي القطبين الصوفيين محمد وعلي الخواص وتحدث عن الأول في كتاب الطبقات الكبري، وأفرد كتابا لأخيه بعنوان "دُرر الغواص في فتاوي سيدي علي الخواص".

وقد قال عن محمد الخواص أنه من أهل مصر، وقد استقر به المقام في نجع حمادي منذ حوالي 500 عام، واستقبل آل بيت النبي (ص) إبان قدومهم إلي مصر، وتعددت كراماته المذكورة والمأثورة.

ومنها أنه ما كان لولي أن يدخل مصر إلا بإذنه، ورغم أنه كان أميا، إلا أنه أوتي العلم اللدني، كما أُعطي التصرف في مياه النيل، وقضاء الحوائج، وتفريج الكروب، وكان له طبّ غريب يداوي به الناس من أمراضهم.

ويحتفل أبناء الطريقة السمانية الخلواتية، ومريدو الشيخ محمد الخواص ومحبوه، بمولده، سنويًا، وتُقام أقيمت ليالي الذكر والإنشاد علي مدار ثلاثة أيام.