رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجاه

مع انقضاء 21 عاما على غزو العراق، نظل نتذكر الكذبة التى روجها، وزير الخارجية الأمريكى- وقتها- كولين باول، فى اجتماع لمجلس الأمن، انعقد فى5 فبراير2003، بإصرار من الولايات المتحدة، حتى تقنع دول العالم بامتلاك النظام العراقى أسلحة دمار شامل، وكان الهدف بالطبع، انتزاع غطاء أممى لضرب العراق، وحتى تنطلى الكذبة على أعضاء المجلس، يلوح «باول» بأنبوبه الصغير، يحتوى مادة بيضاء يزعم أنها بيولوجية، وفسرتها التكهنات بأنها مسحوق «جمرة خبيثة»، وفاض فى عرض صور لشاحنة عراقية، ادعاها تنقل أسلحة كيميائية، ومن ثم نجح فى تمرير كذبته، التى ندم عليها بعد استقالته، وطاردته حتى بلغه الموت بفيروس «كورونا»، منذ أعوام ثلاثة. 

<< كانت كذبة كبيرة علقت فى الأذهان، وتذكرنا بمآسيها كل عام المنصات الإعلامية حول العالم، وقد كانت واحدة من أدوات الإصرار على احتلال العراق، التى عززها تقرير للدكتور محمد البرادعى «مصرى»، ممثلاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفيه أبدى شكوكاً بامتلاك الرئيس صدام حسين، أسلحة دمار شامل، بالرغم من النفى القاطع، لرئيس فريق التفتيش الأممى، هانز بليكس «سويدى»، أن يكون عند العراق هذه الأسلحة، ومع ذلك مضت المؤامرة الأمريكية، مدعومة من الخونة، يتقدمهم السياسى المشبوه، أحمد الجلبى، الذى لعب دوراً فى إقناع الأمريكيين، بالتخلص من نظام «صدام»، واستقبلهم بالورد، قوة احتلال فى «بغداد».  

<< هناك..جزيرة «الآزور» البرتغالية- شمال الأطلسى- تظل البقعة السوداء، التى جمعت ثلاثى الشر، يوم17 مارس2003، الرئيس الأمريكى، جورج بوش «الابن»، وجروه الصغير، رئيس الوزراء البريطانى، تونى بلير، ونظيره الإسبانى، خوسيه إثنار، واتفقت إرادات الثلاثة الشيطانية، على قرار ضرب العراق، الذى استهلته القوات الأمريكية، بقصف المدنيين فى العاصمة «بغداد»، فجر يوم20 مارس- بعد3  أيام فقط من اجتماع «الآزور»- ثم اتسع العدوان حتى سقط النظام، وسقط أيضاً 200 ألف قتيل عراقى، وانهارت أكبر دول القومية العربية. 

<< الآن.. وقد تجاوزنا الذكرى الـ21 بيومين لهذا العدوان الأمريكى، ضمن مغامرات الرئيس «الابن»، جورج بوش، هناك فى الذاكرة الإنسانية، مأساة أتمت الـ33 عاماً، لا تقل بشاعة ولا فظاعة عن الأولى، ارتكبها الرئيس «الأب»، جورج بوش، عندما أمر بضرب «ملجأ العامرية «للأطفال فى «بغداد»، يوم13 فبراير1991، أثناء حرب الخليج الثانية، ووقت زرته قبل غزو 2003 بأسابيع، شاهدت أدلة الجريمة على جدرانه المدمرة، فى صور أشلاء الأطفال، وما تبقى من ملابسهم المخضبة بالدماء، وفى الجوار نصب تذكارى، يحكى بشاعة فعل الرئيس «الأب»، التى سبقت، جريمة الرئيس «الابن» بـ12 عاماً.. والاثنتان كما لو كانتا ثأراً عائلياً من العراق. 

<< نسأل..هل حان الوقت لأن ينهض الضمير العالمى، وينبش فى سجل الفظائع الأمريكية- جرائم حرب لا تسقط بالتقادم- وأيضاً.. هل حانت اللحظة، لأن تنظر جامعة الدول العربية، فى اتجاه تعويض العراق، بعد الاعتراف البريطانى- الأمريكى، بعدم صحة المعلومات عن أسلحة الدمار الشامل، وما تحفظه الوثائق الأممية، من رفض للضربة العسكرية، التى تولتها القوات الأمريكية، من دون موافقة الأمم المتحدة، ومن دون الامتثال للقوانين والشرعية الدولية، حتى انهارت دولة القومية العربية، ولا يزال الشعب العراقى يتحمل عبء هذه الجريمة..ومع ذلك الأمل أن يعود العراق إلى مجده ووحدته..أولًا بالتضامن العربى، وثانياً بطرد آخر جندى أمريكى على أرضه. 

[email protected]