رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. ريهام صفوت تكتب.. «قطار الفائزين في رمضان»

هلال رمضان
هلال رمضان

لقد امتنّ الله علينا ببلوغ هذه الأيام المباركات، الأيام التي نستمتع فيها بلذة الابتهال والمناجاة، الأيام التي نستريح فيها من هموم الحياة، ويرفع الله فيها عن أعيننا وقلوبنا حجب الغفلة فنتخلص من أسر الشهوات وأدران المعاصي، لذلك كان لزاما على كل مسلم ومسلمة الاستعداد لهذه النفحات الربانية والتهيؤ لها وحسن التعرض لها.

ولعل أهم هذه الاستعدادات هو الوقوف على مقاصد هذا الشهر الكريم شهر الصوم، ففي الشريعة الإسلامية نجد أن تمام العبودية يستلزم إتقان ما يتعلق بالمقاصدية وما يتعلق بالآلية، فالإنسان مجبول على أنه كلما زادت لديه مساحة إدراك الحكمة والمقاصدية؛ زادت لدية مساحة جودة وديمومة العبودية، لكننا اليوم نجد إهمالًا كبيرًا للمقاصدية وعناية كبيرة للآلية، حتى أضحى الأمر أشبه بالطقوسية، والممارسات الروتينية، التي لا يدرك المرء لها حكمة أو أهمية، ولربما لم تكن له في ممارستها أي نية.

فقد طالت الطقوسية (الصلاة) فأصبحت حركة للجوارح فقط دون أن يتبعها أثر في القلب أو تفاعلا مع ذكر الرب، قال تعالى:" وأقم الصلاة لذكري "( طه: ١٤)، واعتبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الذي لم يخشع في صلاته ولم يطمئن فيها أنه لم يصل، فقال للرجل:" اذهب فصل فأنك لم تصل" (صحيح البخاري:٣/ ٢٧٦).

كما طالت الطقوسية (الصوم) فأصبح عبارة عن إمساك عن المفطرات المباحات، وغاب مقصوده الرئيس الإمساك عن المؤذيات والمحرمات، قال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون "(البقرة: ١٦٣)، وقال صلى الله عليه وسلم: " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه "(صحيح البخاري:٧/ ١٨٥)، وقال صلى الله عليه وسلم: "رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش"،(مسند احمد، ط الرسالة: ١٤/ ٤٤٥).

كما طالت الطقوسية -أيضًا- التعامل مع (القرآن الكريم)، فأصبحت القراءة لمجرد القراءة والسماع فضلا من أن يكون له أثر تطويري أو تطهيري جراء تدبر. قال تعالى: كتاب أنزلناه إليك مباركاً ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب "(ص: ٢٩).

العبادات والنسك في الإسلام ليست طقوسًا

ومن هنا أيها القارئ الكريم لابد وأن تعرف أن العبادات والنسك في الإسلام ليست طقوسًا، وإنما شرعت لأغراض ومقاصد نبيلة، وأهداف سامية تنفع الناس في معاشهم ومعادهم وفي دنياهم وآخراتهم ،لذا فنحن في حاجة ماسّة إلى أن نصحح سبيل الرجوع إلى الله، وأن ننطلق في عبادتنا نحو المقاصد والغايات المنشودة، حتى نستطيع تحقيق المقصود ونتحرر من أثر الطقوسية المعهود وتحقيق المفقود والوصول إلى الأحر والثواب المنشود.

بقلم الدكتورة ريهام صفوت، مدرس العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر.