عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نعيش الآن أجواء شهر رمضان المبارك، تلك الأجواء الإيمانية، المفعمة بالعزة والنصر، حيث يعد هذا الشهر الفضيل، مصدر قوة روحية جعلته على مدار التاريخ الإسلامى شهرًا للصبر والجهاد والانتصارات والفتوحات.
فى هذا الشهر الكريم تحققت انتصارات إسلامية مُدَوِّية، بدءًا من معركة «بدر»، مرورًا بـ«فتح مكة» و«فتح الأندلس»، وليس انتهاء بـ«حطين» و«عين جالوت».. حتى جاء نصر الله، وتم العبور العظيم لقواتنا المسلحة الباسلة فى شهر رمضان.
هذا العبور العظيم الذى تحقق فى العاشر من رمضان/ أكتوبر 1973، سيظل خالدًا فى تاريخ الأمة، بعد إسترداد أراضينا المحتلة من قبضة الاحتلال الإسرائيلى، وعودة سيناء إلى أحضان مصر.
إن يوم العاشر من رمضان، يعد أعظم الانتصارات فى التاريخ الحديث، حيث جسَّد أصالة شعب مصر وقواته المسلحة وعظمة الولاء للوطن، ليصبح هذا الانتصار نقطة تحول كبرى ومهمة فى مسار الصراع العربى الإسرائيلى.
يوم مبارك استطاعت فيه مصر تحطيم أسطورة «جيش إسرائيل الذى لا يقهر»، ثم عبور قناة السويس والتوغل شرقًا داخل سيناء التى كانت تحتلها إسرائيل منذ حرب عام 1967، وتحطيم خط بارليف، أقوى خط دفاعى فى التاريخ الحديث، الذى يعتبره العسكريون الغربيون أنه لا يمكن تدميره إلا إذا استخدمت القنبلة الذرية.
لقد استطاعت القوات المسلحة الباسلة فى هذا اليوم المجيد، وفى ذروة الصيام، تدمير هذا الخط، وأفقدت العدو توازنه فى أقل من ست ساعات فقط.
وبالعودة إلى ما حدث خلال هذا اليوم المجيد، نجد أن الحرب بدأت فى تمام الساعة الثانية ظهرًا، يوم العاشر من رمضان، الموافق 6 أكتوبر 1973، حيث نفذت أكثر من 200 طائرة حربية مصرية ضربة جوية على الأهداف الإسرائيلية بالضفة الشرقية للقناة، وحلقت الطائرات على ارتفاعات منخفضة للغاية لتفادى الرادارات الإسرائيلية.
كما نجحت حرب العاشر من رمضان «6 أكتوبر» فى إعادة الملاحة بقناة السويس فى يونيو 1975، لتمهيد الطريق لاسترداد مصر لسيادتها الكاملة على سيناء وقناة السويس فى 25 أبريل 1982، ما عدا طابا التى تم تحريرها عن طريق التحكيم الدولى فى 19 مارس 1989.
الآن، ونحن نعيش الأجواء الروحانية لـ«سيد الشهور»، نتذكر بكل الفخر والاعتزاز، أن هذا الشهر الكريم، كان وسيظل على مر العصور، حافلًا بكبريات المعارك والحروب الحاسمة فى تاريخ العرب والمسلمين، ومن يتصفح المراجع وكتب التاريخ، ستبرز أمامه صورة مشرقة لشهر عظيم.. صورة غابت عن الأعين لأكثر من نصف قرن.
فى شهر الله العظيم، نقول لكل من أُصيب باليأس وتملكه الإحباط مما وصل إليه الحال فى غزة المنكوبة، وما يحدث لأشقائنا الفلسطينيين المستضعفين، وحال الأمتين العربية والإسلامية اليوم من ضعف كبير، يجب علينا أن نتذكر تلك الصورة المشرقة والمضيئة التى تتسم بالعزة والنخوة والكرامة والبسالة والانتصارات والفتوحات الكبيرة فى شهر رمضان.
[email protected]