عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حينما كنتُ طالبا بالفرقة الأولى بكلية الآداب قرَّر علينا أستاذنا الدكتور شعبان طرطور، أمد الله فى عمره، بدايات اللغة الفارسية التى كنا ندرسها لغةً ثانوية وفى نهاية العام الدراسى قرر علينا بعض رباعيات الخيام الذى أسرنى بعشقه وحكمته وفلسفته، وكم كنتُ متيما برباعياته التى شدَتْ بها أم كلثوم من ترجمة مدهشة من شاعر العامية أحمد رامى الذى صاغها فى لغة فصحى يعجز عنها شعراء الفصحى، ليجد فيها رياض السنباطى رؤاه الفلسفية تلحينا، فيبدع الثلاثى رامى وأم كلثوم والسنباطى فى تحويل كلمات الخيام وأحاسيسه وأفكاره ورؤاه الجمالية، فلماذا لا أقوم بترجمة النصوص المقررة؟ فقمتُ بهذا وقد لقيتُ ترحيبا من أستاذيّ العالمين الكبيرين أ.د. شعبان ربيع طرطور وأ.د. سعيد الباجورى أمدُ الله فى عمريْهما وجزاهما عنى خير الجزاء، إن أجمل ما فى شعر الخيام سموه وهدوء الفكر وعمق رؤاه، وسيظل هو وأبوالعلاء المعرى فيلسوفيْ الشعراء لأنهما بحثا عن معنى المعنى فى الشعر، وبحثا عن الإنسان فى الإنسان، وقد ترجمتُ هذه الرباعيات شعرا وآمل أن أكون قد وُفقتُ فى هذا، وإليكم نفحات الخيام كما ترجمتُها:
فَلْتسقِنى قلبى إليكِ مَشُوقُ
هاتى شفاهكِ فالكئوس تعوقُ
وتمتَّعى فغدًا سيصنعُ عظمُنا
كأسـا لغانيةٍ ليُسـقَى صديقُ
الكونُ يرقصُ إذْ تمرُّ فتاتي
والخمر يعزفُ مُطربا أشتاتي
اليوم ألهو فى الخميلة شاديا
مَن ذا سيلهو عابثا برُفاتي؟
الكأسُ ذاك لكمْ تألَّم عاشقا
مثلى وكان أسيرَ حُبِّ فتاةِ
هذى اليدُ اللاتى تُرى محنيةً
كانت تضمُّ حبيبَها قُبُلاتِ
كمْ مرَّت الأيامُ فى عمرى سواءْ
والعمرُ حتْما سوف يعقبه انتهاءْ
الحزن لا يُجدى على يومٍ مضى
وغدًا أخبئُهُ لألهوَ ما أشاءْ
لكنَّ عُمرى قد تضاءلَ وانتهى
يا ويح أيامى، ويا تَبًّا لها
يا ربِّ ما قدمتُ خيرًا يُرتَجَى
لكنَّ جُودك ما لهُ منْ مُنْتَهى