عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لغتنا العربية جذور هويّتنا

فى مجال الحديث عن المصنفات العربية والإسلامية فى علوم شتى،  وعن الأصل فى صناعة الكتب والمكتبات، والأصل فى حماية اللغة ونشرها وبقائها  ينبغى أن نشير إلى أعرق كتاب،  كتاب الله تعالى،  القرآن الكريم،  ثم الحديث الشريف، وقد قلنا إن العرب كانوا يكتبون على العسب، واللخاف، والرقاع، وقطع الأديم، وعظام الاكتاف العريضة من الحيوانات، وعلى الأضلاع، وكانوا يكتبون على الرقوق، جمع رق،  فى قولهم: «مكتوب عندنا فى أديم خوْلانى» وهى قبيلة يمنيّة،  اشتهرت بصناعة هذا الرق،  كما كان القرآن الكريم مُدوّنًا فى شكل تفاريق فوق جلود،  وعظام، وعُشب، وذلك قبْل جمعه، أمّا بعد جمعه فقد رأى الصحابة، رضى الله عنهم، كتابته فى الرق،  وهو نوع من الجلود الرقيقة،  وبقى القرآن على ذلك إلى أن ولـّى الرشيد الخلافة.
صار زيد بن ثابت أحد كتاب الوحي،  وثانى أساتذة ابن عباس،  بعد على رضى الله، وتدلنا المصادر، ومنها كتاب الإتقان للسيوطي، على عدد كبير من الصحابة، ومن الأنصار، رضى الله عنهم، فى وقت باكر، حفظوا القرآن كله على عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، وفى المدينة بات نفر، عددهم سبعون رجلا من الأنصار، يقْضون لياليهم يتدارسون القرآن، ويضبطون لغته ويحررون كلماته ومخارج حروفه وعددها وعدد كلماته وآياته وسوره وأحزابه وأنصافه وأرباعه،  وعدد سجداته،  ومضى معاصروهم،  ومن تلاهم فى الطريق ذاته.
لقد حُفظ القرآن الكريم فى الصدور، وفى شهر رمضان كان الرسول يراجعه فى معارضة جبريل عليه السلام كل عام؛ ضمانًا للتوثيق، وأمْنًا من وقوع نقص أو زيادة أو تحريف، وقد روجع مرتين عام وفاته، إلى جانب متابعة من النبى   لكتـّاب الوحى، حيث بلغوا ستة وعشرين كاتبا، وقيل: هم ثلاثة وعشرون،  أو أربعون فى مقدمتهم عثمان بن عفان، وحكوْا عن وجود منْ يكتب للرسول صلى الله عليه وسلم بعض أموره، أو يكتب لغيره (القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، دار الكتب، القاهرة 1333هـ / 1950 13/353)، ومتابعة لحَفَظة القرآن الكريم؛ فقد كان الخط العربى القديم مرتبطًا بعدم شيوع الكتابة اعتمادًا على الذاكرة القوية لدى العرب.
القرآن الكريم وأحاديث الأقوام والقرون     
ذكر القرآن الكريم ما حدث للأقوام عبر القرون، ويهمنا هنا أن نتوقف عند قوم عاد، قال تعالى: «ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التى لمْ يخْلق مثلها فى البلاد».
وقال تعالى: «واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم فى الخلق بسطة».
وقال تعالى: «فأما عاد فاستكبروا فى الأرض بغير الحق وقالوا منْ أشد منا قوة».
وقال تعالى: «كأنهم أعجاز نخل منقعر».
وقد رأى بعض الباحثين أن قوم عاد هم الذين بنوا الآثار المنسوبة للفراعنة الذين جاءوا بعدهم، قال تعالى: «وسكنتم فى مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم».
واستدل على ذلك بوصف القرآن الكريم لأجساد قوم عاد فى الآية السابقة؛ مما مكنهم من نقل تلك الأحجار الثقيلة، التى تتناسب مع قوتهم وطول قاماتهم، وأشار إلى المصادر التاريخية التى أرّختْ للتاريخ العربى القديم.
  ومن هنا نرى أن الحديث عن تاريخ اللغة العربية ضارب فى أعماق التاريخ العتيق، كما نرى فى القصص القرآنى الذى يسرد ما لا يعرفه المحْدثون من أخبار الأمم البائدة، وهى ما أطلق عليه ( القرون )، وهى فوائد تضاف إلى الفائدة العظمى التى جنتْها اللغة العربية بفضل القرآن الكريم، المتمثلة فى محورين:
 الأول: الانتشار الواسع على ألسنة من اعتنقوا الإسلام على مدى حقب وقرون تاليات حتى يومنا هذا، وعلى مساحات قارات وأقاليم تفوق الحصر.
 الثانى حفظها، وحمايتها من الاندثار، أو المحو أمام لغات أخرى كما حدث للغات أخرى غيرها  كالعبرية لغة التوراة، والآرامية لغة الإنجيل.
عضو المجمع العلمي
أستاذ النقد الأدبى بجامعة عين شمس