عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فقدت مصر رمزاً حقيقياً من رموزها.. طبيباً بارعاً.. نقابياً قوياً.. سياسياً داهية.. عالماً فى مجاله.. فقدنا نقيب النقباء كما كنت أدعوه فى كل لقاء بيننا فقدنا الدكتور والنقابى والنائب الدكتور حمدى السيد أستاذ القلب ونقيب الأطباء وعضو مجلس الشعب..هذا الرجل الذى عرفته عن قرب.. وكنت دائماً أستمع إليه، وأتعلم منه كيف تدار الأزمات والأمور وكيف التعامل مع الأطراف المتنافرة.
الدكتور حمدى السيد نقيب الأطباء كان رجلاً سياسياً من الطراز الفريد.. وكان صوت المعارضة القوى رغم عضويته فى الحزب الوطنى الحاكم، ووصل إلى رئيس لجنة الصحة به.. لكنه كان صوت الحق وكان دائماً يقال عنه والدكتور زكريا عزمى المعارضة من داخل الحزب الحاكم.
لأن السياسيين القدامى فى الحزب كانوا يعلمون أن المعارضة أمر ضرورى لأى دولة تريد النمو فكان النقيب حمدى السيد ضمير مصر داخل الحزب الوطنى، وعندما ضاقوا به أسقطوه فى انتخابات لحساب أحد رجال الأعمال لكن محكمة النقض كشفت التزوير الفاجر الذى حدث ضدها، وأمرت بإعادة الانتخابات وكانت السابقه الأولى والأخيرة فى تاريخ الحياة النيابية المصرية خلال الخمسين سنة الماضية يوافق البرلمان على إعادة الانتخابات ويتخلى عن مبدأ سيد قراره ويفوز الدكتور حمدى السيد باكتساح، ويعود للبرلمان ليكون ضمير الأمة المعبر عنها.
كنت حريصاً طوال فترة عملى مسئولاً عن ملف النقابات المهنية أن ألتقيه مرتين فى الأسبوع وحدد يومى الأحد والثلاثاء ينتظرنى فى مكتب فى نقابة الأطباء.
وكنت أخرج من عنده معى حصيلة من المعلومات وتقارير المنظمات الصحية الدولية والعربية ومضابط لجنة الصحة بمجلس النواب وكان يشرح لى كل شىء ما يكون غامضاً علىَّ ولم يتأخر فى أى مرة أطلب منه علاج أحد الزملاء فى مركز القلب إلا وحدد موعداً ويستقبلهم مبتسماً مرحباً به، وكان يتحدث معى فى علاقاته بكبار المسئولين وليلة تكريمه فى عيد العلم فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر وكان فخوراً بهذا التكريم، وأذكر كيف سارع للكشف عن الرئيس الراحل حسنى مبارك عندما تعرض لوعكة فى مجلس الشعب اثناء خطاب افتتاح الدورة البرلمانية.
كان فقيد الوطن يمتع بحب جميع الأطراف المتناقضة فى النقابة واتحاد النقابات الطبية ووقتها كانت نقابة الأطباء تخضع لسيطرة قيادات جماعة الإخوان عكس نقابات الأسنان والبيطريين إلا أنه نجح فى قيادة دفة المؤسستين وكان الحكم العدل وأنا شاهد عيان على العديد من المواقف.
الدكتور حمدى السيد أول من نادى بتطوير منظومة التأمين الصحى وكان مع مبدأ التأمين الصحى يستأجر الخدمة، ولا يملكها حتى يتم دعم الأطباء والقطاع الخاص الطبى، وكان مع مد مظلة التأمين الصحى إلى جميع أفراد الشعب المصرى ودعم مشروع التأمين الصحى على الأطفال بقوة وتدافع عنه باستماتة. 
لقد أدى الدكتور حمدى السيد رسالته على أكمل وجه وخدم وطنه على مدار سنوات بحب وإخلاص وأشهد أن نقابة الإطباء فى عهده كان صوتها قوياً فى المجالين المهنى والعام وكانت دار الحكمة خلية نحل مؤتمرات وندوات يومية وكان وزراء الصحة يتوافدون عليها للمشاركة فى مؤتمراتها وندواتها. 
رحم الله فقيد مصر نقيب النقباء الدكتور حمدى السيد الذى تعلمت منه الكثير، ولا نملك الا ان ندعو الله ان يرحمه ويغفر له ويجزيه بما قدمه لوطنه من خدمات جليلة ويدخله فسيح جناته.